المقالات

ماذا جلبت لنا ديمقراطيتنا هذه غير الفساد وتشابك الايادي لحماية المجرمين


بديع السعيدي

التفائل في حياة البشر سمة جعلها الله سبحانه وتعالى بالبشر كافة وهذه السمه جعلت كل الذين يعيشون في هذه المعموره يبحثون عن سبل لتغيير واقع الحال الذي هم عليه نحو الافضل ممزوجا بتفاءل يعلوا جباههم ويتوقعون بان ثمرة جهدهم هذا ستتكلل بالنجاح وسيجنوا ما تم تخطيطه عندما سلكوا هذه السبل -ولكن المصيبة الكبرى عندما يكتشف الجميع بان كل هذه التخطيطات والسبل الذي اتخذت لم تفي بالاهداف التي رسمت لها بل ازدادت الامور تعقيدا فوق تعقيدها -وهذا مايحدث الان بالعراق الذي هو جزء لايتجزا من المنظومه البشريه على تلك الارض-فقد تفاءل العراقيون وابتهجوا فرحا عندما تم اسقاط نظام البعث الحاقد في العراق والاتجاه الى النظام الديمقراطي الذي ابصمنا بان هذا النظام هو الذي سينقذنا مستقبلا ويزدهر بلدنا من خلاله وعلى كافة الاصعدة الامنية منها او الاقتصادية وزيادة دخل الفرد العراقي الذي عان ما عاناه من جوع واضطهاد في الفترة التي سبقت التحرير ولكن للاسف الشدييد فها نحن في السنة العاشره من نهاية النظام البعثي الاهوج والامور تسير بنا الى امر مجهول واصبح الفساد ينخر بمفاصل الدولة والاموال العامه مباحة لكل اللصوص والمفسدين ومن غير رقيب فالمقاولات المزيفه التي رصدت لها الميرانيات العاليه على اساس انها مشاريع ولكن بالحقيقه انها تخيلات لمفسدين رسمت على الورق لكي ترصد لها الاموال اي عملية احتيال قانونية من خلال المستمسكات ووهمية من خلال التطبيق على ارض الواقع واذا اراد مسؤول نزيه ان يثير هذه الامور لكي يطلع عليها الشعب فاما يتم تصفيته بكاتم صوت او تهديده بالقتل هو وعائلته ان لم يتراجع عن اثارة هذه القضية وما شابه ذلك هذه من ناحية الفساد المالي بكافة انواعه ومنها الرشاوي الذي لاتستطيع ان تنجز معاملة لك الا من خلال دفع رشوى اما عن طريق وسيط او عن الطريق المباشر واذا فكرت بانك لاتريد ان تساهم بهذا الامر من باب قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم (الراشي والمرتشي في النار) فمن المستحيل ان تنفذ هذه المعامله وسوف تصطدم بعدة طلبات تحس بها قانونية ولكن بالاساس هي طلبات تعجيزيه وحتى القانون الذي يدعونه لم يسن هكذا طلبات تعجيزيه وانا متاكد بان اغلبية ابناء الشعب العراقي يشعرون بهذا الشيء الذي ذكرته -هذا الفساد الذي ذكرته يصنف على اساس انه فساد مالي اقتصادي ولكن هنالك فساد اشد وافتك بالمجتمع من هذا وهو الفساد الامني الذي اصبح من خلاله القتلة والمجرمين لديه حصانة تامه بعدم شمولهم باي اجراء قانوني ان اتبع ضدهم وذلك قد اعتمدوا على الدفاع الذي يقدمه لهم بعض المسؤولين من خلال مبدا المحاصصات الذي بموجبه لانستطيع ان نحتجز مجرما او قاتلا او مساندا وممولا للارهاب اوالقتل لانه من الكتلة الفلانية وتابع لحزب فلان او علان وهكذا -اذن السؤال هل هذه الاخفاقات التي نشاهدها سببها النظام الديمقراطي الذي حددنا معالمه لكي نجني ثماره ام الاخفاقات بسبب الالية المتبعة لتحقيق ذلك كانت مغلوطه ام بسبب المحاصصات والمجاملات مبتعدين عن القانون والقضاء وامور الدستور الذي يبديها المسؤولون الذين قمنا بانتخابهم على حساب ويلاتنا وتجييرها لحساب مصالحهم الخاصه كل حسب طريقته حتى اصبح وللاسف هنالك من اعتمدوا على حماياتهم بحيث اختاروا مجرمين وقتلة لكي يكونوا في حماياتهم يسيرونهم حسب الطلب والمصلحة الخاصة به او بحزبه واذا تم القاء القبض عليهم فهنا يتدخل هذا المسؤول بصفته الشخصيه او عن طريق مجاملاته مع الاخرين لحماية هذه المجموعه المنحرفه والقاتلة وتتشابك الكثير من الايادي لحماية هؤلاء القتلة من قبضة القضاء او قبضة الحكومه وبكل الوسائل المتاحه عندهم -اذن اين يكمن الخلل بذلك هل بالديمقراطية نفسها ام بالناخب الذي انتخب هؤلاء المسؤولين عن هذه التداعيات كلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن عراقي
2012-02-20
السلام عليكم لو رجعنا لتاريخ العراق لم نجد حكم مثل ما يحكم العراق الان اخطر ما يمر به البلد هي الازدواجية وهذا ما يحدث في العراق
زهراء محمد
2012-02-19
الذي صار تعرض الى القتل والتهديد فهذا الشخص كان هدفة هو مساعدة الفقراء فأتصلت به ارجع باللّه عليك قبل ان تيتم اطفالك.. الفساد في العراق لايتحمله العقل لو تزور الدوائر ترى الرشاوي علي قدم وساق والمصيبة ترى لوحة معلقة فوق راس المواظف مكتوب اللّهم العن الراشي والمرتشي؟؟!! وتراه بلحية وو ظاهره الايمان وباطنه....؟ هل المال تلعب بالعقول هكذا؟؟ انا رايته في العراق وبقوة ؟؟طبعا لااعمم على الجميع فهناك اناس لهم اخلاق جميلة وانسانية تنسيك هموم الدنيا واحزانها..اللّهم كثر طيبين من العراقيين ليسود الوئام..
زهراء محمد
2012-02-19
شخصيات كنت تعتقد انهم من انزه المخلوقات..لكن واللّه عندما عرفنا كم يمتلك اليوم تجعلك تبكي عندما ترى اطفال بين الاوساخ ماء نظيف ليس عندهم قابلت الكثير منهم ولي صور عنهم ربما اشهر لم يغتسل في حين صاحبنا يتمتع بالمليارات الحرام ويدعي انه رجل موعظة؟؟ ويقول في احد لقائاته انه كان ينصح الشباب في لندن في مسئلة الحلال والحرام؟! والاخر يقولانهم دكاتره يتاجروا بالادوية المرضى فكيف برب السماوات تتاجر بزارواح الناس من اجل حفنة دولارات.قريبي سنويا يذهب لااجراد عمليات مجانة فحدثت صفقة اي سرقة فقد اعترض عليه
زهراء محمد
2012-02-19
انا بأعتقادي ان الوضع في العراق يتحسن بعد خمسين سنه من اليوم.. لان العراق بلد غني جدا،خرج من كوارث دموية من قتل واختفاء وسلب وتهجير وقتل العقول النيرة والعلمية كل هذه الامور كانت هناك اجندة اعطيت الى المقبور للتنفيذ وكلها كانت لهذا اليوم..الذي حصل ان الساسة الذين دخلوا او الذين كانوا في الداخل لم يصدقوا مارئته اعينهم من ثروة مالية او نفطية لذلك بدات السرقات والمليارات تختفي وتهرب الى خارج العراق بأاسماء مستعارة!! وطبعا هناك من فتح هذه الابواب لهم كي يغطي على سرقاته؟ هناك اسماء لامعة سرقت اموال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك