المقالات

هل العربي ربيع حقيقي؟!


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

ان مرحلة استكمال بناء النظام الديمقراطي الدستوري المؤسسي يعني أول ما يعنيه ايجابية التعامل مع استحقاقات العملية السياسية وتحولاتها الكبرى لصنع الحياة والمستقبل لأبناء الشعب العراقي، يضاف إلى ما سبق ذكره، فالتقاطع مع الكيانات والتحالفات التي نعتقد أنها ظاهرة صحية وليست سلبية اذا مابنيت على اسس دستورية، وتعتمد المواطنة شعارا لها، الا ان الشعارات الغريبة التي تغلفها المؤامرة والانقلابات فهي أقل ما توصم به من أنها اخطأت في حساباتها وسوء تقديرها، فكثيرا ما نبهنا من الاخطار المستقبلية والمناخات الملبدة بالغيوم من أنها ستودي الى ارتكاب حماقات استراتيجية شبيهة بالانتحار، لذا فإن ما يتعين على الجميع ان يدركه هو تفكيك ارتباط التعقيدات - الاقليم دولية - بالوضع العراقي واقتناعهم انها مجرد تصفية حسابات اقليمية ودولية على حساب العراقيين ولابد من تبني استراتيجية لتكون المفتاح الرئيس والمنطلق لحل الازمة الأمنية وتجفيف قواعد الارهاب لاشاعة الأمن في العراق والمنطقة بأسرها، واحترام ثوابته المعلنة، فاحترام الخيار الديمقراطي العراقي ودعمه هو ترسيخ لمبادئ السيادة وتعزيز وشائج المحبة بين المكونات العراقية بعيدا عن التمايزات العرقية والطائفية والمذهبية، وتعويضهم عن الخسائر والآلام التي تسبب فيها الارهاب الوافد.ان السعي لعدم استقرار العراق هو تهديد لدول الجوار الاقليمي نفسها، ففي تطورات الخارطة السياسية العراقية اصبح المشهد الاستراتيجي واضح تماما وذلك من خلال الفرز المناطقي وابعاد السيناريو المقدم على اساس على مقاسات الانظمة المنهكة التي تحاول اعادة امجادها الراديكالية من خلال تجاهل معطيات العملية السياسية التي وفقت خلف ظهرانيها المرجعيات الدينية المباركة وملايين الناخبين العراقيين، إن هذا العداء الشرس والحشد الطائفي البغيض الذي لا يعترف بشيء اسمه الاستحقاق الوطني لا يسري على شريحة محددة بل هو صوت كل اعداء التغيير والخلاص من الظلم والاسعباد.وفي ذات الاطار، ليس غريبا غياب التضامن العربي والدولي والانتقائية في التعامل مع ملفات الربيع العربي فهي تراه ربيع مرة وتراه في مرة اخرى خريف مقيت بحساباتها السياسية التي سخرت ملايين الدولارات لقمع انتفاضات ودعمت اخرى بدوافع واضحة، فان تموج الصراعات والازمات التي يكون احياناً فيها الافتاء والدولار اللاعب الاساس وبالخصوص اذا تزامن مع تراجع واضح لغياب الرؤية العربية الشاملة في ادارة التفاعلات وهي غير قادرة كذلك على المبادرة وتوجيه مسارات الاحداث في الطريق الصحيح الذي يحقق الامن والاستقرار في المنطقة من ناحية، ويحقق تطلعات الشعوب العربية المظلومة من ناحية أخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك