المقالات

الشركاء متناحرون والجيران يتدخلون /

656 15:08:00 2012-01-26

حافظ آل بشارة

لا يفكر العراقيون باعادة بناء علاقاتهم الدولية على اسس صحيحة الا عندما تحدث مشكلة مع دولة ثانية ، التوتر الأخير مع تركيا بسبب تصريحات اوردغان جعل اكثر من صوت ينادي باصلاح علاقات العراق بمحيطه العالمي والاقليمي ، يكررون هذه الدعوة العقيمة كلما حدثت مشكلة مع دولة جارة او دولة بعيدة . كل المشاكل التي تحدث بين العراق وجيرانه لحد الآن لا تحل جذريا بل يتم تهدئتها ، فالعراق مثل من يواجه امراضا خطيرة بالمسكنات . تدهور العلاقات الاقليمية يعود الى عاملين ، اولهما خارجي يتعلق بتلك الدول ، وثانيهما داخلي يتعلق بالعراق نفسه ، خارجيا العراق محاط بدول اغلبها ينتمي في نظام حكمه الى النموذج الفردي او الملكي ذي الغطاء الديمقراطي الفاقد للمرونة الاسير لثقافة التنازع ، ولنظام صدام مشاكل مع الجميع ، كل نظام فردي يكون عادة متوترا وخائفا وعدوانيا تجاه شعبه وتجاه الدول الأخرى لانه يشعر دائما بأنه مطلوب الرأس ، خاصة عندما يكون الحاكم عميلا لدولة كبرى ويمثل مصالحها وتوازناتها ، لذا لا يمكن للدول الاستبدادية او العميلة ان تبني علاقات دولية ايجابية ، فكل بلد يخاف جاره ، ثم ان دول الشرق الاوسط مازالت تعيش تحولات ولم تتبلور بعد جغرافيتها السياسية ، فالحدود بين دول هذه المنطقة صنعها المستعمرون فهي حدود هشة وواهنة وليست ذات مصداقية ومن السهل اثارة مشكلة حدودية بين اي بلدين فتقود الى حرب ، هذا الواقع يمنع الانفتاح الاقليمي وتأسيس مشاريع تبادل وتعاون وتكامل ، كل حاكم في المنطقة يخشى ان يتعرف شعبه على تجربة الدولة المجاورة ، لذا تجد شعوب دول متجاورة لا يعرفون شيئا عن بعضهم ، يجب ان تتغير الانظمة القائمة ، وتتغير ثقافتها ، فتتكون دول ديمقراطية هي دول الشعوب وتزول دول الحكام ، الشعوب بطبيعتها تتعارف وتتعاون بلا عقد او مخاوف . أما العوامل الداخلية التي تمنع تكوين علاقات دولية سليمة فهي فقدان الاستقرار في البلد بسبب الصراعات السياسية ، واستمرار التقاطع بين الشركاء وتراكمه الى المستوى الذي يجعل الحزب المحلي يتحالف مع دولة أجنبية من أجل مواجهة الخصم الوطني ، فيقابله خصمه الخائف باللجود الى طرف اجنبي آخر للاحتماء به ، فهناك استعداد للاطراف الوطنية لقبول التبعية والعمالة واستعداد لدى الدول المجاورة لقبول التدخل ، هذه الطريقة في التخندق غير المشروع لا تحسم الصراع سلبا او ايجابا بل تسبب توسيع رقعته وتحويله من صراع وطني داخلي الى صراع بين دولتين او اكثر ، ثم ارتكاب الخيانة العظمى بالعمل لدولة أخرى خلافا لمواثيق الاستقلال ، ثم فقدان المصداقية والاحترام في الاقليم والعالم بسبب التبعية للغير ، ثم تشجيع استمرار النمط السيء في العلاقات بين الدول وبين الاحزاب داخل البلد الواحد . البلد الذي يريد اقامة علاقات دولية سليمة تخدم مصالحه فلا بد له من نظام سياسي متماسك داخليا ، وشخصية موحدة في المحافل الدولية يخشاها الاشرار ويثق بها الأخيار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو مهدي البغدادي
2012-01-28
تحية شوق الى اخي الاستاذ ال بشارة اتفق معك تماماً بان الاجنبي و الجار يمكن ان يتدخلا في شؤون البلد الآخر عندما يكون اهل البلد متناحرون متصارعون و لايعرفون كيف يتعايشون في اجواء صحية و سليمة تماماً مثلما هو سائد اليوم في العراق .ان حل مشكلةالاختلاف و التنافس المحموم على السلطة في العراق لايتم بواسطة الوصايا الأخلاقية و الحث على الوحدة و التلاحم و...ذلك ان هذه الامور، اعني الاختلاف و التنافس، اشياء صحية في كل مجتمع و لكن يتم عن طريق صناعة رأي عام يلزم الجميع بالاحتكام للقانون خصوصا السياسيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك