المقالات

في ســــــــماء الطف


 

                                            بسم الله الرحمن الرحيم

لما لم ترتقٍ النفس الى منحى تستحق به ان تتوشح بعلامة من علامات المؤمن الا وهي زيارة الاربعين صار من حقها ان تغرق في حسرة الحرمان والامل ان تصيبها تلك البركة ذات يوم قبل ان توافيها المنية .

وان منعها عن الالتحاق بهذا الجمع قلة توفيقها وهمتها وكثرة ذنوبها التي اثقلت جسدها عن المسير الى ابي الاحرار فها هي الروح  تابى الا ان تحلق هناك حاملة معها امانة وباحثة عن شخص بين تلك الجموع الكثيرة.

فهلم معي يا من حـُرم من اللقاء وجلس امام شاشة حاسوبه يبحث عن ماء يطفىء به حريق الشوق الى كربلاء  هلم معي  وطائر الخيال لنحلق ها هناك .

ها هو جابر يستعد للقاء حبيبه  .

ها هو جابر يعزي امامه السجاد  .

ها هو الامام السجاد يريد ان يشرح حاله لاول محب يلقاه منذ 40 يوم .

ها هن النسوة تتعالى صرخاتهن رغبة في جواب من وليان وارهم الثرى.

ها هن يطالبن السجاد ع باخبارهم عن مكان القبور .

كل خطوة وكل موقع  وكل تعبير في هذا اللقاء كافية لحرق القلب ولتحريك الاقلام لوصف الماساة غير ان طائر الخيال رفرف جناحه عند الموقف الذي يهيج حسرة قلبي ويدفع بالقلم الى الكتابة فعذرا لذاك الموقف الذي لن اعطيه حقه مهما حاولت .

ها هو السجاد عليه السلام يجيب الارامل واليتامى عن مكان الشهداء شهيدا فاخر وها هي مجموعة الاطفال تنقص كلما ذكر الامام اسما فسرعان ما ينكبون على قبر حبيبهم  وليخبر عن اخر وهكذا حتى بقيت طفلة تراقب فاه امامها عسى ان يخبرها عن قبر والدها غير انه لم يذكر اسمه واخشى ما اخشاه ان تكون كل طفلة  قد انشغلت بقبر ابيها وظلت وحدها واقفة هناك تلاعب الرياح ردائها  متلفتة عسى ان تجد والدها الغائب ها هي عيناها تغمرها دموع مختنقة ويخيل لها انها تسمع اسمها بنيتي حميدة اشتقت لك .

نعم انها حميدة المظلومة اول يتامى الطف لقد تيتمت الطفلة مرتين بشهادة الاب والكفيل فحتى امامها وخالها الحسين قد استشهد وتركها وحيدة .

ها هي ترقب سكينة وفاطمة وتهون على بنات خالها قائلة قد رافقكم ابائكم في رحلتكم المريرة وان كانوا روؤسا على رماح اما انا فقد طال انتظاري .

اه يا عائلة مسلم ابن عقيل اه يا اولاد ابي طالب اه والف اه على اسرة محيت حبا للحسين راضية ومسلمة لقضاء الله فالابناء بين ضائع في الصحراء وبين مقتول واب يسحله مجرمي الكوفة في ازقتها بعد امس عاهده فيه على النصرة !

الهي كثير ما تخبرني  في كتابك الكريم عن ما تحتوي الجنة من انهار وشراب وطعام وسرر ولباس سندس وجمال وصدقا وقسما باسمك العظيم الاعظم انني لا اطمع بالجنة الا لامرين الاول خلوها من الظالمين والثانية احتوائها على احبابك واحبابنا .

ربنا اقسم عليك بهذه الليلة ان لا تخرجنا من هذه الدنيا الاوانت راض عنا بحق ماساة كربلاء وان تعيننا على ان نلجم انفسنا بلجام التقوى وان نمتطيها ونسير بها الى دروب الحق عسى ان تجمعنا مع مسلم وعائلته .

ربي انك تحشر المقصرين وانا منهم مسلوبي احد الحواس او متغيري الوجوه في الجنة الهي فان استحقيت سلبا فاسلبني النظر فلست بحاجة اليه كحاجتي لسمعي ولساني فسمعي اذخره لسماع صوت مسلم وهو يحاور ابنته بعد كل هذا الفراق ولساني احتاجه لحمدك ولاخبار مسلم بحرقة قلبي عليه فلقد رافقني في كل موقف وقفته امام الظالمين فقلبي كان دائما ينادي يا مسلم ابن عقيل دون احبتي من اهل البيت عليه السلام فمسلم اذكره عندما اشعر بالوحدة

فهذه هي الامانة التي ارنو ايصالها الى مسلم اما الشخصية التي ابحث عنها يوم الاربعينية هي حميدة فوحدتها كوحدة ابيها  فسلام عليهما فلقد اخلصا للحسين حبا كذا بقية العائلة.

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

السلام على مسلم ابن عقيل .

 اسال الله ان يوفقنا لكل خير وان يحفظ زوار الحسين بحق الحسين ع واخر دعوانا ان الحمد لله رب االعالمين  وصلى الله على محمد وال محمد

 

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2012-01-18
اختي المهندسة بغداد بارك الله فيك واحسنتي يا مبدعة وحقيقة ان موضوعك هذا متميز ورائع حيث استخدمتي الاحرف والكلمات وضغتيها صياغة لخدمة اهل بيت النبوة وكذلك الانتفاع منها لمحبي واتباع اهل البيت عليهم السلام ولك مني الف تحية وتحية اختي الفاضلة قاسم بلشان التميمي
حازم الخزعلي
2012-01-17
اختي احييك على هذه الروح الطيبة كما اهنئك على هذا الموضوع الراقي احسنت جزاكط الله خيرا
ديانا عماد الخزعلي
2012-01-17
بسم الله الرحمن الرحيم موضوع جميل جدا احسنت يا اختنا الغالية جعلنا الله واياك من انصار ومحبي الحسين عليه السلام
عماد سالم
2012-01-16
اختي العزيزة جزاك الله خير الجزاء هنيا لنا بك الموضوع جميل جدا في غاية الروعة بارك الله فيك جعله الله في موازين حسناتك دمتي لنا اختا عزيزة
عماد سالم ابو حيدر
2012-01-16
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته جزاك الله خير الجزاء ياأختنا العزيزة جعله الله في ميزان حسناتك بارك الله فيك
زيـــــد مغير
2012-01-15
الله يوفق الأخت الطيبة على الكلمات الرائعة , وشكرا ً لموقعنا براثا على نشر المفيد .
المنسي
2012-01-15
اختي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني ً مداخلتكي الجميلة المطعمة بألأيمان ألثابت وفقكي الله لكل خير وأشكركي كثيراً لمثل هذه الكلمات الجميلة النيرة التي خرجة من فمكي طاهر حباً منك لنشرمثل هذه المواضيع المؤثرة في النفوس وألمنورة لقلوب المسلمين المؤمنين والمؤمنات فيجب أن نعي اهميتاً لهذه المواضيع النيرة لتكون كبلسم لدواء جروح قلوب المؤمنين فتؤلفوا بين قلوبهم حيث مجتمعنا ألإسلامي بحاجة ماسة لها نعم هذه المواضيع تنزه النفوس وتطهر القلوب حيث أنها مخرجتاً من أفواه أئمتنا وقادتنا الميامين ألأطها
عراقي
2012-01-14
اختاه ونعم الاخت جزاك الله كل الخير واثابك على محبتك جزيل الثواب واسل الله بمحبتك والموؤمنين امثالك لمل عجل فرج وليه الموعود ليشفي به قلوب المحبين انه على كل شي قدير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك