المقالات

لا تستانسوا طريق الباطل لكثرة سالكيه


قلم : سامي جواد كاظم

ان ما يحمل الانسان من ايمان بما يعتقد به من مبادئ الخير تكون في اشد محنها عندما يعيش هذا الانسان وسط مجتمع الغالب عليه الباطل بل انه يصبح من الامور الطبيعية واذا ما اتصف شخص ما بالنزاهة او الاقدام على فعل الير ينظر الى هذا العمل بتعجب ، المشكلة بالنفوس ذات الايمان المهزوز او الفارغة من الايمان والشيطان فانها عندما ترى الكثرة وهي تقدم على فعل الباطل ولا رادع يردعهم يهتقد ان هذا الطريق هو الصحيح فيسير معهم ويقدم على اعمالهم واقوالهم ، ومهما كثر الباطل فجهنم يبقى هنالك متسع في جهنم (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ {ق/30} ) .قد يمني البعض نفوسهم اذا ما راوا الكثرة على شاكلتهم وهذا يجعلهم مستانسين لما هم فيه وهذا الاستئناس الفارغ هو دنيوي لهذا جاء حديث الامام علي عليه السلام لسالكي طريق الحق ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) وهذا ينطبق على زمانه وزمان الائمة عليهم السلام من ذريته وزماننا هذا وافضل مصداق لهذا الحديث سيكون عند ظهور صاحب العصر والزمان حيث ان احد الدلائل التي تؤكد ظهوره هي قلة سالكي طريق الحق وهو الوجه الحقيقي للحديث المشهور ( يملأ الارض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا ) ملؤها ظلما وجورا هي قلة سالكي طريق الحق وكثرة سالكي طريق الباطل ، والباطل ليس فقط اغتصاب حقوق بل عدم الامتثال للاحكام الشرعية ، وعدم اعطاء الروح حقها من النفحات الايمانية وهذه بالتالي يترتب عليها فساد الاخلاق ، فالفاسد عندما يكون وسط مجموعة فاسدة لا يفقه معنى الصلاح والخير بل انه يصل الى درجة استئصال ومحاربة كل من يدعو الى الخير ومثل هذه الامور حدثت وتحدث في كثير من المؤسسات العراقية الحكومية بل وحتى القطاع الخاص من شركات مقاولات ومصارف اهلية وجامعات اهلية فالذي يعمل بنزاهة تاتيه التهديدات والمضايقات وحتى تصل الى القتل وقد حصلت كثير من الجرائم بسبب النزاهة .فليست الكثرة في كل الاحوال هي الافضلية فكثير من الحالات تكون الكثرة فاسدة وهذه احدى مساوئ الديمقراطية والتي كثيرا ما تم عزل رئيس البيت الابيض نتيجة خلافات في تطبيق المتفق عليه مع كواليس الكونغرس الامريكي وعندها يضرب تصويت الاكثرية الذين انتخبوه بعرض الحائط ، او حتى انه يتضح فشله في ادارة الحكومة وعندها يكون اختيار الاكثرية خاطئ ، والامر ذاته حدث في العراق فبعض الذين فازوا باكثرية الاصوات ثبت فشلهم فاين صحة خيار الاكثرية التي تتبجح بها الديمقراطية ؟فعلى المسلم الملتزم التمسك بمبادئه وعدم التفريط بها ان لا يغتر بما يرى من حوله من زخارف الدنيا وزبرجها فانها بيوت العناكب ، وصدق رسول الله صلى الله عليه واله عندما قال :" القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهندس عراقي
2012-01-06
اي والله كلامك صحيح 100% اخ سامي رحم الله والديك للتذكير كنت اشتغل قبل سنوات في مشاريع الماء في العراق وعندما كنا نحاسب الشركة المقاولة ونحثهم على الاتزام بمواصفات المشروع التي قبضوا لقاء الالتزام بها ثمنا باهضا دفع المقاول بعض الاغبياء البسطاء لتهديدي وتركت البلد مع العلم ان هذا المشروع كان يخدم هؤلاء الاغبياء البسطاء ويمدهم بالماء الصالح للشرب فهو يغذي 2 مليون مواطن من مدينة الصدر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك