المقالات

الفتاوى التكفيرية ولعنات التأريخ


( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

الحقيقة التي بدت واضحة للعالم هي لابد من تصحيح مساراته آزاء الواقع العراقي بعد ان ادرك الكثير منهم بما فيهم اصحاب المواقف المتطرفة، بأن العراق القديم بموازين القوى التي كانت تحكمه ومحاولة استرداد نموذجه الشمولي القديم انتهت الى غير رجعة، وهي اقرب الى المستحيل، لكن المعجم العراقي يبقى استثنائيا لتصدره الازمات التي يتم تسويقها اليه من الخارج عبر فتاوى ظلامية مشوشة لا تمتلك الى اية اسانيد واقعية، فضلا عن الاجساد النتنة وسيارات الموت لتمزيق اوصاله،

 فالصيحات المفتعلة تحتاج الى المزيد من التمعن لمناصبتها اتباع اهل البيت(ع) دون سواهم، فنحن نعتقد ان الوعي بالسياق الذي نشات فيه بعض الايديولوجيات والمفاهيم من خلال حالات غير واقعية متشابكة ومعقدة تجعل البحث عن صورة تتحقق فيها العدالة والتعددية في نظام الدولة ضرورة لا تحكمها الرغبات والعواطف والشعاراتية والقيم النظرية، بمقدار ما يحكمها الممكن والاكثر نفعا لبناء الدولة، العراق في وضعه الحالي يمثل التجربة العملية الاولى عربيا للتغيير بحقيقة ناصعة قبر خلالها الطغاة وسيلحقهم فقهاء التكفير ليوضعوا في مزابل التاريخ وستلعنهم الاجيال حيث سيرتد اعوانهم والمدافعون عنهم في الدرك الاسفل من سجل العتاة المارقين، ودائما الحقيقة الناصعة تظهر ولكن مع الاسف الشديد بعد مرور وقت طويل من الاكاذيب المزيفة، وتراكم اجيال كثيرة كانت تتبنى ثوابت تلك الاكاذيب والخرافات، مما يجعل من الصعب تغيير تلك النظرة لدى قطاعات واسعة من الشعوب، بل من الطبقات المحسوبة على الفكر والعقيدة والثقافة، وما يترتب على ذلك من البحث عن الحقيقة لتغيير تلك النظرة والراي بصورة مفتعلة لتحقيق رغبات خاصة، وغالبا ما تسعى تلك الجهات الظلامية لحجب الحقيقة عن الشعوب المنشغلة في لقمة العيش اليومية والتي تتمحور بشقين، الاولى يقودها سياسيا طواغيت وجلادين وسراق منتفعين،

اما الثانية فكريا تقودها شبكة من المزيفين المنحرفين يحصلون على المال والجاه والشهرة مقابل تسقيط الاخرين ظلما وزورا، فيجب النأي بالعراق عن التكتيكات الخارجية ليتسنى له السير بالاتجاه الصحيح لصناعة القرار الوطني بعيدا عن كافة التمايزات المذهبية والعرقية، والوقوف بوجه كافة المحاولات التي تحاول ايصال صورة مشوشة، فالاعلام المؤدلج يسلط الاضواء على مناطق تدافع عن نفسها وتضرب بحجة انتماءات معينة، ويغض الطرف عن الاخرى الحاضنة الحقيقية للارهاب،

 فالحكومة ماضية لمحاربة كافة المظاهر المسلحة التي تمارس الجريمة المنظمة، فلا سلاح خارج اطار سلطة القانون، فقد اكدنا ونزيد ان العراق الجديد محور الانسان العراقي، ولابد من احترام ارادته ، وبالتالي فإن الفيدرالية هي القضية الوطنية الاولى التي سيقررها العراقيون، وتشكيل اقليم الوسط والجنوب هو الركيزة الاساسية للبناء الداخلي للدولة التي يوحدها الدستور وتوزع فيها الثروات بشكل يضمن حقوق جميع ابناء الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك