المقالات

ليلة الانسحاب الامريكي فرح أم أضغاث أحلام


باقر عبدالرزاق السعداوي

لم تبقى سوى ليلة واحدة على ما يزعم الأمريكان بانجلاء القوات المحتلة من البلد ... وهذا ما يؤكده القادة العراقيون .. وقضية الانسحاب صحيح قررها الأمريكان وربما يفرح لها قادة العراق ولكن هي تهم الشعب العراقي أكثر من الغير ، الشارع صامت ... ترقب ... تشاؤم ، تفاؤل ، تخوف ، يقول البعض أنها جزء من المسرحية ، يتربص البعض ، يتحير الآخر بما يقول، ينضر البعض إلى الصراعات السياسية في الداخل ، والتغيرات القومجية في الخارج ، وتراكم سنوات القتل والإرهاب والتهجير بين أبناء الجلدة الواحدة ، كثيرون عادت أذهانهم إلى عام 2003 وما رافقتها من صور ! سوء تصرف المحتل عندما كان فيكيف يتصرف عندما يغادر .الأمريكان مع من عصبوا وعقدوا فبل ان ينسحبوا ... ازدياد الحركة السلفية في دول الجوار بمساعدة الغرب الغير راغب بها !!! قد تنشط خلايا كانت نائمة وتقفز إلى الساحة المبللة لتزيد الطين بلة ،هل يخرج المحتل منتصرا أم مهزوما (بمفهومهم ومفهومنا ومفهوم الآخرين) ، هل نطلق الأبواق والأهازيج والأفراح ، أم ننصب مآتم العزاء على مئات الآلاف من الشهداء، فوضى ..فوضى .. فساد ..سراق ...حواسم ....بيوت من طين تتناثر على رؤوس الشرفاء! بيوت فاخرة وعمارات شاهقة وأرقام لم يتعود اللسان على لفظها من الأموال لمتاجري دماء الشعب!! أفكار مبعثرة ، خطط تنموية (شتال غشيم) ، ماذا بنى المحتل وماذا هدم وماذا صنع السياسي وماذا بعثر؟ هل أخطأ الناخب أم لا حول ولا قوة له ، اليوم وغدا يرحلون ولا توجد تصريحات ، ولا توجد بيانات ، ولا رسم لخطط ، وكأن الانسحاب من الصومال !! ولا ولا ولا ... ولا حتى بصيص أمل إلى لم الشمل. عابرون نحن ، أم غارقون منذ زمن ولا نعلم!ربما حرب الأمريكان قد انتهت في بلدنا ولكن هل حربنا مع أعدائنا وهم كثر قد انتهت أيضا؟ أم أن الانسحاب مجرد ورقة تنافس بين الجمهوريين والديمقراطيين من اجل الرئاسة الأمريكية ،(ونحن نعلم جيدا أن السياسة تكمل أختها في أمريكا بالرغم من تعاقب الرؤساء فيها) . إقليم كردستان ودعوة تكوين أقاليم ..رفض وتأييد.. ، في البيت العراقي الواحد احدهم يرفض والأخر يؤيد ، مصطلحات لم يستسغها معظم الشعب (ديمقراطية ، شفافية ، فدرالية ، إستراتيجية ، مركزية ) لأنه عاش أكثر من نصف قرن مع القومجية فلا يتذكر سوى هذا المصطلح الذي قتل بواسطته الكثير منهم .هل كل هذا وغيره يجعلنا في صمت وحيرة أم نحن تعودنا على عبارة ( شيصير خلي يصير) إذا كنا هكذا فلا يمكن أن نصلح بلدا أو نبني أمة ، أو نطعم يتيما ، أو نكسر شوكة ، لماذا نحن نعود إلى المربع القديم ، ألا تكفينا السنين علما ، أو خبرة ، أو أن نتفهم واجبا ، أو أن نجرب أن نحل معضلة ، لماذا نجعل الدخلاء هم الذين يتحكمون بنا دون نحن ،أين أيديولوجيات الأحزاب ، أين أفكار منظمات المجتمع المدني ، أين أقلامنا أين أصابعنا ، أين قلوبنا ، بل أين عقولناما سبب عدم احتفالنا بخروجهم مثلما حصل في الدول في العصر القديم والحديث ، ويرحلون وتبقى كلمة لماذا لماذا نحن هكذا ....... أغثاث أحلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك