المقالات

مقاومة شهيد المحراب بين احتلالين


وسام الجابري

لا شك ان سعادة الشعوب تكتمل بالتحرر والخلاص من الاحتلال فهذه فطرة الانسان التي تربى عليها فكل منا يحمل بداخله هذه النزهة وهي التحرر بشتى الوسائل من الاحتلال بمختلف صوره , ولعل ما مر به العراق خلال حقبة البعث التي حكمته باستعباد طيلة خمسة وثلاثون عاما يعتبر احتلالا مع الاختلاف والفارق حيث ان هذا المحتل لم يكن كعادة المحتلين لبلدان اخرى فلم يكن صدام وعصابته اجانب بل كانوا من نفس طينة وملحة العراقيين لكنهم كانوا ابشع من المحتل .بطبيعة الحال وانطلاقا من نزعتنا وفطرتنا الانسانية الرافضة للظلم والاستبداد تولدت وانفجرت بداخلنا نزعة المقاومة للخلاص من هذا الاحتلال الذي هو اسوء من المحتل الاجنبي عندها تصدى شهيد المحراب لتكليفه الشرعي والاخلاقي للاحتلال الصدامي مقاوما على مدى اكثر من ثلاثين عاما في مواجهة خالدة لم يسلم منها افراد عائلته التي قدمها في طريق التحرير شموعا تنير دروب المجاهدين , شهيد المحراب الذي استطاع ان يلملم شتات المقاومة العراقية واسعة الطيف كان دؤوب الحركة فقد ساهم باقامة مؤتمرات للمعارضة العراقية وهي كانت ثمرة وبوابة لبناء العملية السياسية في مرحلة ما بعد تحرير العراق من احتلال صدام وزبانيته.وفي ظل الظروف التي رافقت المعارضة العراقية كمقاومين للاحتلال البعثي وتعاطيا مع الدور الامريكي الذي برز كقوة واقعية جاءت محتلة لتحرير بلد محتل عندها انبرى شهيد المحراب لوضع لبنات المقاومة للاحتلال الجديد من خلال رؤى واضحة وضعها ودعا اليها في خطب الجمعة التي تصدى لها على مدى اربعة عشر اسبوعا الى حين استشهاده ابتدأها بالمطالبة بارساء الديمقراطية في العراق التي يمكن اعتبار المقاومة السلمية السياسية ولغة الحوار هما من ثمراتها التي سوف تساهم بالخلاص من محتل بعد ان عجزت لغة السلاح والعنف ان تساعدنا بالتحرر من الاحتلال السابق , شهيد المحراب مثلما طالب بالمقاومة السلمية فأنه اعتبر اقرار دستور يكتب بايادي عراقية والدعوة الى انتخابات مبكرة تساهم بتشكيل حكومة شرعية منتخبة هو الوهجة الاولى التي تساهم وتعجل بخروج الاحتلال وفعلا اعترف هذا الاخير بان هذه الخطوة هي من ساهمت بخروجهم وفق خطة الانسحاب التدريجي ضمن اتفاقية الاطار الستراتيجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك