المقالات

لماذا لاتنفع اموال البلاد؟


احمد عبد الرحمن

لايكفي ان تتوفر الموارد المالية الكبرى لحل ومعالجة الكم الهائل من المشاكل والازمات المختلفة التي تعيشها البلاد منذ فترات زمنية طويلة.انعدام او ضعف الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء والتعليم والصحة وغيرها يعد ظاهرة مازالت تلقي بظلالها الثقيلة على نسبة غير قليلة من ابناء الشعب العراقي لاسيما في محافظات الجنوب والفرات الاوسط ومناطق كثيرة من جغرافيا البلاد.ولايختلف الامر كثيرا بالنسبة لمنظومة البنى التحتية المتهرئة ومشاكل البطالة والحرمان العوز والفقر.يعتقد البعض خطأ ان توفر الاموال من شأنه ان يمثل الحل السحري لكل تلك المشاكل والازمات وما يمكن ان يظهر غيرها في أي وقت والتجربة اثبتت ان مثل تلك الافتراضات والتصورات التي تبدو عبارة عن تمنيات اكثر مما هي رؤى مستندة على معايير واعتبارات علمية وعملية بعيدة كل البعد عن حقائق الواقع ومعطياته.وخلال الاعوام القلائل الماضية ازدادت موارد العراق المالية بفعل ارتفاع كميات الانتاج بمقدار معين وارتفاع الاسعار في الاسواق العالمية بمستويات كبيرة بيد ان ذلك لم ينعكس ايجابيا وبوضوح على مجمل الواقع العام في البلاد وبقيت الامور تدور في حلقة مفرغة. اذ ان الحكومات المحلية للمحافظات كانت ومازالت تصرخ وتستغيث من قلة التخصيصات المالية ومن بيروقراطية الوزارات والمؤسسات التابعة للحكومة الاتحادية. اضافة الى ذلك فأن عدم وضع الخطط والمشاريع العلمية على ضوء احتياجات الناس ومتطلبات وحجم معاناتهم وبروز الارتجال والاجتهادات المختلفة والمزاجيات عوامل اخرى وراء استمرار المشاكل والازمات وهذا ما ادى الى استشراء ظاهرة الفساد الاداري والمالي ووصولها الى مستويات خطيرة ومقلقة للغاية. والاكثر من ذلك ان الازمة السياسية المزمنة مثلت العائق الاكبر امام التقدم الى اللى الامام في مجال اصلاح الواقع الحياتي وتقديم الخدمات الاساسية لابناء الشعب والنهوض بالبلاد نهوضا حقيقيا لا بالشعارات الفضفاضة والخطب الاستهلاكية فحسب.لايمكن ان ننتظر تقدما حقيقيا واصلاحا جادا وحلولا واقعية مالم تتحقق انفراجات حقيقية للازمات السياسية وتنحسر اجواء ومناخات انعدام الثقة بين الشركاء السياسيين حتى لو بلغت موازنة البلاد اضعافا مضاعفة لموازنة العام المقبل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك