المقالات

المواطن...وحقوق الانسان...في هذا الزمان


الدكتور يوسف السعيدي

 يحتفل العالم هذه الايام بما يطلق عليه (حقوق الانسان).. ومما لا شك فيه ان لكل انسان في هذه الدنيا (حقوق) لكن معضمها في بلدان العالم مهدورة كما اننا لا نجد لها اثراً في معظم بلدان اسيا وفي افريقيا وفي امريكا اللاتينية.. بل ان مجرد الحديث عن (حقوق الانسان) يعتبر في بعض البلدان من الجرائم الكبرى... بالمقابل فان الحركات والاحزاب السياسية تتحدث كثيراً عن هذه الحقوق وتطالب بها عندما تكون في المعارضة اما عندما تصل الحكم فان حقوق الانسان تتحول الى حق مطلق للحزب في تصريف سياسة الدولة ورسم منهجها والتصرف بحياة الناس وممتلكاتهم وحتى في سلوكهم الفردي والجمعي.... ويقتصر هم الكثيرون من دعاة حقوق الانسان على المسائل الكبرى كحق الانتخاب وحق تشكيل الاحزاب وحقوق المرأة الى آخره، وبما ان هذه الجزئيات ليس لها سند من حقوق اخرى فانها تبقى شبه نظرية، فالانتخابات شكلية يتصرف بها الحاكم ليبقى في السلطة ثم يرثها لابنه أو صهره والاحزاب تجمعات هزيلة لا تنتظر ان غابت ولا تستشار ان حضرت. وهي تشكل بقرار من وزير الداخلية وتحل بقرار، ويسمح لها باتخاذ احد المباني او الغرف كمقر ويداهم المقر وفق مزاج المسؤول الامني.... ثم هناك حقوق المرأة التي لا يعرف أحد كنهها بما في ذلك الداعيات لها، وحق اصدار الصحف التي تتحول الى وريقات سود لا يستعملها الناس الا (للف) بعض الحاجيات.... ان القاعدة الاساسية لحقوق الانسان هي ان هذه الحقوق يجب ان تكون كلاً لا يتجزأ وهي لن تتحقق الا بمجموعها المركب.... فلا ديمقراطية مع انتشار الامية. ولا حق للمارسة العمل المنتج مع تفشي الداء. ولا حرية مع البطالة... ولا حياة حزبية سليمة مع وجود مراكز النفوذ.... ولا صحافة حرة دون حرية الرأي... اذن فان من حقوق الانسان ان يتعلم مجانا في كل مراحل الدراسة.... وان من حق الانسان ان يحظى بالرعاية الصحية.... وان من حق الانسان ان توفر له فرصة العمل التي تتناسب مع مؤهلاته. وان من حق الانسان ان يقول كلمته في كل شأن من شؤون الحياة... وان من حق الانسان ان يقاضي الحاكم اذا اخطا الحاكم بحقه... وان من حق الانسان الحصول على الضمانات الاجتماعية... وان من حق الانسان ان يمارس السلوك الذي ينسجم مع ما هو سائد في العصر... اما حق الانتخاب، وحق التعددية الحزبية، وحرية الصحافة فهي تبقى اسماء دون مضامين حقيقية دون وجود الانسان المقتدر على ممارستها وليس الانسان المسلوب العقل بالخرافة، والمنهك من الجوع، والمحاط بسور من الجهل والامية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2011-12-14
هاجت بي الاحزان مرة اخرى...وتذكرت اصدقائي واحبتي واهلي...ممن سقطوا شهداء على دروب النضال والجهاد ومقارعة الباطل ...وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل..هو نعم المولى..ونعم النصير..
زهراء محمد
2011-12-13
بعد التحية ياأخ السعيدي: شكرا علي كلماتك الحلوة..غيابي عن النت والعالم هو كنتمريضة جدا بسبب فقدت اعز صديقة.. ذكرتها في قصص لاتنطوي.. تلك الانسانة مرت بظلم كبير على يد المجرمين البعثية في الثمانينات.. عاشت في العراق غريبة ومات في المنفى غريبة..اتمنى ان اكتب عنها اكثر لكن حزني ادمى قلبي وعقلي وكلماتي..
الدكتور يوسف السعيدي
2011-12-12
تحية وفاء وتقدير واحترام واجلال للعزيزه زهراء...طالت غيبتكم عن النت هذه المره....وها انا افترش بقلمي بساط السطور لاسطر هواجس وآهات ...الانسان العراقي في داخل وطنه ...وخارجه...لاستمع لك ولكل العراقيين الشرفاء...ولعلنا داخل الوطن وخارجه ...لنا نفس المعاناة ..والاهات...واللوعات...وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين...دعائي لك وللعائله الكريمه بالامان والعافيه ولكل شهدائنا الرحمة والرضوان...وتقبلي تواضعي
زهراء محمد
2011-12-12
اما عن حقوق المرأة في العراق رايتها مخلوق مهشم ظلمت بقسوة جدا .. وهذا الموضوع ايضا يحتاج الى صفحات لتسطر مآسيها..هناك امهات ارامل زمن المقبور او الجدد في عهد الجديدليس لها دخل لتصرف على اولادها سوى ملبس او مأكل او لتعالج ابنائها..اين منظمة حقوق الانسان في العراق ؟؟رايت هذه المنظمات تتقاتل (لحقوق المجرمين؟!) الذين ارتكبوا جرائم بشعة بحق العراقيين الابرياء؟؟؟وهناك امثلة كثيرة ومصورة ..  
زهراء محمد
2011-12-12
اشرح قليل عن حقوق الانسان من خبرتي ارى منظمات حقوق الانسان هو( كالستار )لجرائم ترتكب خلف هذا الستار في الثمانينات كنت اريد ان اعرف مصير اخوتي المحجوزين في العراق ابان حكم المقبور وكنت اسافر من بلد الى آخر ففي احدى السنوات رحلت الى مدينة تبعد عن بيتي حوالى ست ساعات مع اختي الصغيرة وصلت وشرحت لرئيس المنظمة هناك واخذ كل البيانات وقال اتصل بك ان حصلت على معلومة.هل تعرف متى آتني معلوته ايام السقوط وطرق باب بيتي ليخبرني ان اخوتك قد استشهدوا جميعاً.. 
زهراء محمد
2011-12-12
تحية طيبة ياأخ السعيدي: هذا الموضوع من المواضيع التي يجب تطرح بقوة خصوصا في بلدkمثل العراق ذو تعد القوميات والمذاهب اولا. وكذلك بالنسبة لما مر بسنوات من دماء وجرائم ارتكبت بالخفاء بسبب دكتاتور بعثي طائفي معتوه قذر مع زبانيته القذرين .فالعراقيين منذزمن بعيد مصنفين الى درجات منهم الدرجة العاشرة ومنهم الدرجة الاولى ذو الريشة الحمراء القذرة وهولاء هم احفاد الجندرمة التركية ابان حكمهم الدمويقبل عشرات السنين.. والموضوع مؤلم ويطول ربما حتى صباح اكتب..تعليقي هو ماهي حقوق المواطنة وماهي حقوق الانسان؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك