المقالات

الميزانية الهائلة والخدمات الغائبة


احمد عبد الرحمن

يشكل تحسين الواقع الخدمي في البلاد اليوم بمختلف الجوانب والمجالات مفتاح النجاح الحقيقي للدولة بمفاصلها المختلفة -التنفيذية والتشريعية والقضائية-ومايؤكد ويثبت ذلك هو ان الجزء الاعظم من مطاليب الناس يتمحور حول توفير وتحسين الخدمات من كهرباء وماء وفرص عمل واصلاح البنى التحتية، وايلاء الاهتمام بالفئات والشرائح المحرومة وذوي الاحتياجات الخاصة، ومعالجة الخلل والنقص والضعف في قطاعات التربية والتعليم والصحة والنقل والبيئة. وكذلك فأن الحيز الاكبر من نقاشات مجلس النواب، وما تطرحه السلطة الرابعة(الاعلام)، وما تتحرك في اطاره منظمات المجتمع المدني على ضوء اختصاصاتها واهتماماتها هو الخدمات.ونفس الشيء بالنسبة للذي يطرح من على المنابر الدينية-خطب صلاة الجمعة-وما تشدد وتؤكد عليه المرجعيات الدينية المباركة.وهذا يعني بمجمله ان هناك اتفاقا بين الجميع على تشخيص العقدة الرئيسية والاساسية، والاتفاق في التشخيص من شأنه ان يحدد الطريق نحو الحلول والمعالجات الناجعة، واكثر من ذلك يختصر ذلك الطريق، وهو امر في غاية الاهمية، للتعويض عن عقود وسنوات الخراب والدمار والتهميش والتغييب والحرمان الذي طال معظم ابناء الشعب العراقي ان لم يكن جميعهم.ومن حسن الحظ فأن ميزانة البلاد هي ميزانية كبيرة جدا مقارنة بميزانيات دول كثيرة بعضها قريبة من العراق وتعيش في ظل ظروف واوضاع حياتية عامة ان لم تكن جيدة فيمكن القول بأنها لابأس بها.والعبرة ليست بالارقام الكبيرة للميزانية، بل بحسب التوظيف المبني على معايير واعتبارات علمية وعملية وواقعية تستند الى مقتضيات ومتطلبات الواقع القائم على الارض، وبما يساهم في توفير حلول ومعالجات سريعة، وتحقيق اكبر قدر ممكن من العدالة والمساواة بين ابناء الشعب، ومراعاة الفئات الاكثر تضررا سابقا وحاليا.الى جانب ذلك تكريس الجهود والطاقات لمكافحة الفساد الاداري والمالي بنفس القدر الذي يتم فيه مواجهة الارهاب.ولايمكن ان يستقيم الواقع الخدمي في البلاد من دون اجتثاث الفساد من جذوره وتجفيف كل منابعه، سواء في الدوائر والمفاصل الصغيرة، او في المفاصل والدوائر الكبيرة، وتلك الاخيرة هي الاهم والاخطر لان غض النظر عنها يعني انه لن يتحقق شيئا البتة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك