المقالات

العراق ومنطق التغيير


( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

ارتفاع وتيرة العنف وتواصل سفك دماء الابرياء وتصاعد خطاب الداعين الى الفتنة الطائفية لم يكن صدفة, بل هو مبرمج على نحو لا يخفى على احد, لان هذه الجماعات والتنظيمات المتأسلمة غارقة في خطاب التطرف وتتغذى على الاحقاد والكراهية ولا تقيم وزنا لحياة العراقيين او مستقبلهم,

فاصدار التصريحات المحرضة على الطائفية انعكست تداعياتها على الواقع العراقي مما اعطى المسوغات للقتلة ليوغلوا في الدماء ويعطوا اسيادهم ديناميكية البحث عن الجاه, اما المتسربلون بثياب الدين فهم يطرحون بكل وقاحة من خارج الحدود مطالبهم المدعومة من قوى خارجية معروفة المواقف ازاء شعوبها قبل ان تفصح عن مكنوناتها الخبيثة, ولم يخطر ببالهم ان من يفتح كيس الافاعي ستلدغه ايضا, فما حدث مؤخرا من عمليات قتل وبدم بارد وزرع الموت بحق التجربة الفتية للعراق بطرق بدائية اقل ما فيها انها تحمل حقدا دفينا ليس له مثيل فالتعمد المستمر من استهداف الابرياء, فضلا عن طلبة الجامعات بعد سلسلة من التصفيات التي طالت العقول الاكاديمية مما يؤكد ان هذا النوع من الجريمة المنظمة ليس عشوائيا انما يحمل سمة منهجية في محاولة لسحق الطاقات الكامنة التي يمكن ان تحقق التقدم والنمو في العراق وفي طليعتهم بناة العراق, وتتضح قدرة الحكومة العراقية المنتخبة على ادارة البلد من خلال السيطرة على الانفلات الامني وتبديد التحديات بالحد من التدخلات الخارجية والداخلية على السواء التي تحاول كبح جماح حكومة الوحدة الوطنية من خلال استتباب الظروف وهذا الامر هو تعزيز لقدرتها في فرض سلطة القانون لتسري على الجميع وبالتالي غلق منافذ استغلال الظروف غير الطبيعية,

فثمة ادراك متنام ان المستقبل والامل مرتبطان بالخطوات العملية التي تبنتها القوى الوطنية للانتقال الى مرحلة استراتيجية جديدة تنبع وتتعاطى مع الموقف الراهن, فالمواطن هو الاساس في عملية البناء اذ تتشكل في البلدان المستقرة لجان شعبية لمعالجة الازمات فلا نجاح لاي خطط دون دعم القوى الوطنية الشعبية, كما هو الحال في مجلس انقاذ الانبار الذي اعطى انطباعا متميزا ضد الخارجين على القانون واعطى صورة مشرفة لملفات مكافحة الارهاب, وتقنين حركتها لتنضوي تحت امرة القوى الامنية, ومن هنا فلا بد من اعطاء المواطن الدور الكبير في محاربة البؤر الارهابية المناطقية, فهي التعبير الصادق عن نبض الشارع لحين استكمال بناء دولة المؤسسات الدستورية,

اذ بات فرضا كسر الفكر التكفيري المنحرف الذي تكبل به مجاهدو الشعارات والبيانات الدموية التي تسوق الموت المجاني للعراقيين تحت عنوان (المقاومة والجهاد) فلا قدسية لمن تاجروا بالوطنية, وسمموا العقول تحت عباءات قومية ووطنية كاذبة, ويجب تفعيل النصوص الدستورية العقابية لاسيما قانون مكافحة الارهاب ليطال مروجي ثقافة العنف كونه الاكثر محورية لقبر المحاولات التي تستهدف النسيج العراقي وتحول دون تمكين العملية الديمقراطية بالسير باتجاه بناء العراق الجديد ليتسنى خلق بيئة وطنية تستحضر اعادة شد اللحمة وتقوي وشائج المحبة بين المكونات العراقية كافة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك