المقالات

الاحتكام الى المنطق الصحيح


عادل الجبوري

بحسب الدستور يحق لمحافظة او محافظتين او اكثر ان تشكل اقليما ضمن النظام الاتحادي الفيدرالي.. وبعض المواد الدستورية تشير بوضوح الى هذا الامر واكثر من ذلك تحدد المسارات والسياقات والاجراءات التي ينبغي اتباعها.واذا نظرنا بصورة مجردة وبمعزل عن اية خلفيات فأن اقدام اية محافظة على تشكيل اقليم كما حدث في محافظة البصرة قبل حوالي عامين، وما اقدمت عليه محافظة صلاح الدين مؤخرا ، يعد امرا طبيعيا ولم يخرج عن السياقات والضوابط والقيود الدستورية، ولكن لايمكن بأي حال من الاحوال التعاطي مع أي حدث سياسي اليوم وفي كل يوم وكأنه حالة مجردة ومعزولة عما سواها من وقائع واحداث.وقد لايجد المتابع ان بعض-او ربما كثير من-المواقف والتوجهات السياسية غالبا ما تتخذ من قبل هذا الطرف او ذاك على خلفية قضايا ومواقف سابقة لها، أي بعبارة اخرى تكون عبارة عن ردود افعال وانفعالات، وهذا مايجعل الامور وكأنها لاتسير في مساراتها الصحيحة والطبيعية، وبالتالي فأن النتائج المترتبة قد لاتكون ايجابية وطيبة.وحينما نقول ردود افعال وانفعالات، فهذا يعني ان هناك امورا وممارسات ومنهجيات وسلوكيات خاطئة وسلبية ادت الى حصول ذلك، وطبيعي انه وفقا لقانون الفعل ورد الفعل، من غير المعقول ان نتوقع رد فعل طبيعي وايجابي لفعل غير طبيعي وسلبي.مسألة تشكيل الاقاليم وفق الدستور، ومثلما شرح ذلك بالتفصيل قانون الاجراءات التنفيذية لتشكيل الاقاليم الذي اقره مجلس النواب في دورته الاولى في منتصف شهر ايلول-سبتمبر من عام 2007، مسألة طبيعية ولا غبار عليها، ولكن ان تتخذ صبغة طائفية ومذهبية لتخلق المزيد من الاحتقانات والتشنجات والتقاطعات السياسية فهذا امر خطير ومقلق ينبغي التوقف عنده طويلا ومعالجة اسبابه ومسبباته بحكمة ورويه وهدوء.ان منح الصلاحيات المطلوبة لمجالس المحافظات-الحكومات المحلية-وكسر قواعد وقوالب الروتين والمركزية الشديدة في الكثير من القضايا المتعلقة بالجوانب الخدمية، وتحسين الظروف الحياتية لابناء المحافظات وتوزيع موارد البلد وثرواته على المحافظات وفق النسب السكانية مأخوذا بنظر الاعتبار حجم المحرومية، كل ذلك من شأنه ان يصحح المسارات الخاطئة، وينزع فتيل الازمات، ويخفف الاحتقانات، ويكفل التصدي لمعالجة مسألة الاقاليم وضمان التوزيع العادل والحقيقي للحقوق بين المحافظات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك