المقالات

الفرق بين الحوار والخوار..!


الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

لا أتذكر أين قرأت أو من قال عبارة مثل :" أننا لا نريد أنصاف أطباء، ولا أنصاف علماء. ولا أنصاف سياسيين، فأنصاف الأطباء يضرون بالأبدان، وأنصاف العلماء يضرون بالأديان، أما أنصاف السياسيين فضررهم أمضى وأعم وأشمل وأكثر ضررا، إذ يضرون بالبلدان...وتعلمون أنها كثيرة هي الندوات والملتقيات والمؤتمرات وورش العمل التي شهدناها منذ نيسان 2003 ولغاية الساعة، ويقينا أنكم تلحظون أنها انتهت كلها تقريبا إلى لا شيء، بسبب فقدان شروط الحوار وخروجها عن الأطر الموضوعة له، وتنافر المواقف وحدتها، وسيطرة نزعات التشكيك وعدم الثقة بين معظم المشاركين فيها، ومعظمهم من السياسيين أو من أنصاف السياسيين بوصف أدق.. وفي معظم الأحيان ـ سيما تلك الحوارات المتلفزة ـ تتسم بحدة النقاشات وضراوة الهجوم والهجوم المضاد، ونخال أن المتحاورين سيحملون على نقالات الى شعبة طواريء في أقرب مشفى ..حوارات تخرج في بعض الاحيان عن حدود أدب الحوار ومقتضيات اللياقة، وابجديات المناقشة و توصيفات الديمقراطية، التي لاتزال حلماً منشوداً يبدو انه صعب المنال. وبهجوم لا يستهدفإيضاح الفكرة، بقدر ما يستهدف تصفية الحسابات وبقاء القضية موضع النقاش في محلها واقفة. لكن ما إن يبدأ الحوار حتى تتصاعد المواقف العنترية، وترتفع درجة حرارتها، وسرعان ما تبدأ تهيل التراب على الأطراف المقابلة، سيما من كان لهم الفضل بإعداد ورقة عمل أو مسودة حوار، وتتهمهم بتهم كثيرة، ولم تترك رذيلة إلا وتنسبها إليهم..وبديهي تماماً أن أي موضوع أو فكرة تطرح للنقاش، يفترض أن تقبل الأخذ والرد، والحذف والاضافة، والتعديل والتغيير وفقا لما ينتهي اليه النقاش والحوار. بل ان النقاش قد يسفر عن طرح مبادئ جديدة تحظي بالقبول العام، أو الوصول الى مرحلة الاجماع، ويفترض أن يكون ذلك الفهم راسخا مقدما في عقل المتحاورين قبل دعوتهم للحوار حتى لا يتحول الحوار الى خوار.!.. إن الحوار يفترض أن يفضي لتمهيد الطريق لديمقراطية تستشرف آفاق المستقبل، وتقوم على المعرفة و العلم ، وقبول الآخر ،وليس على قوة العضلات وصلافة الألسن وتبويق الحناجر. فهل نتعلم ثقافة الحوار وثقافة الاختلاف في الرأي؟ وهل نعود إلى اخلاقنا الاصيلة بعيداً عن لغة التخوين والاسفاف التي تطغي على خواراتنا عفوا حواراتنا التلفزيونية.كلام قبل السلام: بعضهم يهتم بالتربية جيدا، فتجده يُربّي الحيوانات أو يرُبي الطيور .. يرُبي اللحى ولكنه حتى هذه اللحظه لا يعرف كيف يربّي نفسه..!سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2011-11-26
سيدنا الجليل انك دائما تصيب الهدف واحسنت واعتقد ان النقطة لها دورها بين الحوار والخوار وكذلك الجوار . تحياتي لك استاذنا الكريم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك