المقالات

محطات في مسيرة المجلس الاعلى العراقي


حمــــيد المـــوسوي

تسعة وعشرون عاما من العمل الجهادي الجاد المضمخ بدماء العلماء من اسرة الحكيم والمؤمنين بخطها الواضح وخطاها الثابته في سبيل تحرير العرا ق من التسلط الدكتاتوري طواها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي موزعة بين اسقاط سلطة البعث الصدامي وبين اعادة بناء العراق وتجاوز تداعيات ذلك السقوط المدوي وما خلفه من خراب ودمار عمراني واقتصادي وسياسي واجتماعي وعل كافة الاصعدة . و المتتبع لمسار الخط السياسي للمجلس الاعلى الاسلاميالعراقي منذ تأسيسه ولحد الان- وخلال مرحلتين مختلفتين:مرحلة النضال السلبي والمعارضة طيلة الحقب السود لتسلط الحكم الدكتاتوري البائد .ومرحلة مابعد سقوط تلك السلطة الجائرة وبداية تاسيس الحكم الديمقراطي الفدرالي الحر -يستطيع تشخيص بعض محطات ذلك المسار في معالجة المستجدات حسب رؤية المجلس الاعلى :1-التصور الكامل والشامل المسبق للامر المطروح او الحالة المستجدة او الحدث الطاري . 2-الدراسة الموضوعية الدقيقة لهذا التصور على كافة الاصعدة والمستويات 3- الاستماع الى جميع الاراء المطروحة واستخلاص الصائب منها وتوحيدها واستثمارها في صناعة القرار .4-الاطلاع على مواقف االقوى السياسية من الحدث بغض النظر عن توجهاتها وانتماءاتها واهدافها وتوظيف الصالح منها.5-صهر ماينضج عن كل موقف ثابت متوازن لايترك مجالات للطعن ولايدع ثغرات ينفذ من خلالها المخربون والمتصيدون في الماء العكر والساعون لشق الصف الوطني وتخريب المشروع السياسي. 6-التمسك بالموقف الذي حدد وتم الاتفاق عليه مهما استجد من امور واحداث وعدم الخضوع للتهديدات اوالا صغاء للمجاملات .7-دعوة الاطراف المشاركة في الهم الوطني ومعارضة السلطة السابقة والمشاركة في العملية السياسية حاليا الى تحديد موقفها بصراحة ووضوح وفيما اذا كانت مقتنعة او رافضة لتشخيص رؤية المجلس الاعلى الاسلامي او تتقاطع معها واعطائها كامل حرية الاختيار .لوحظ هذا النهج الذي درج عليه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وصار صفة ملازمة وعلامة فارقة تميز مساره بخلاف معظم الحركات والاحزاب الوطنية العراقية وتجسد بوضوح في مواقف شهيد المحراب سماحة السيد محمد باقر الحكيم والتي كان في مقدمتها : اولا : رفض الوصاية من اية جهة ومهما كانت علاقة المجلس الاعلى بتلك الجهة وفي احلك الظروف واحرج المنعطفات.ثانيا:عدم الخضوع الى الاملاءات والضغوطات التي تحاول دول المحيط الاقليمي فرضها والنفوذ من خلالها لاختراق المشروع الوطني.ثالثا: التأكيد على استقلالية النظام العراقي الجديد وانه لن يكون نسخة لاي نظام اخر ولا تابعا له .رابعا :التاكيد على خروج القوات الاجنبية وتنظيم العلاقة مع الدول التي ساعدت في أسقاط التسلط الدكتاتوري حسب قواعد الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة المعمول بها بين الدول .خامساً:التعجيل بكتابة الدستور العراقي الدائم وبايادعراقية على ان يتم الاستفتاء عليه شعبياً لاشراك الجماهيرالعراقية الواعية في صياغة وصنع مستقبل العراق الجديد .سادساً: النظر الى الاطياف التي تشكل المجتمع العراقي بعين العدل والمساوات بعيداًعن مسمياتها وقومياتها واديانها ومذابها ونحلها كونها تحملت مجتمعةً قساوة وتعسف التسلط الدكتاتوري واعطاء الجميع فرصة المشاركة في بناء العراق الجديد وان تاخذ دورها ومكانها تشكيلة البرلمان والحكومة الوطنية وفق التبادل السلمي للسطة وانتقالها حسب العملية الانتخابية كل اربع سنوات.وعلى نفس الرؤى واقتفاء ً لخطى شهيد المحراب (قدس) سار عزيز العراق (قدس) طيلة السنوات التي اعقبت استشهاده حيث كان له الدور الابرز في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد الذي حصد اغلى واثمن الاصوات في الانتخابات البرلمانية الاولى وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية .واستطاع بخطابه المعتدل نزع فتيل منازعات وخلافات بين الكتل السياسية واطفاء فتن وحرائق وازمات كادت تعصف بالتجربة العراقية وهي في طور النشوء ،كمابذل سماحته (قدس) جهودا ً استثنائية في سبيل اقرار النظام الفدرالي والتصويت عليه ،ولايخفى دوره في تعزيز مكانة العراق في محيطه الاقليمي والدولي واعادة العلاقات مع الدول العربية والاجنبية التي تسبب النظام السابق في تخريبها .وهاهو السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى يحمل كل ارث الحكيم جاعلا ً منهُ بيتا ً لكل العراقيين على اختلاف توجهاتهم وميولهم وبنظرته البعيدة الواعية وخطابه المعتدل حول الائتلاف الوطني العراقي الى بيضة قبان وحكما ً بين جميع الاطراف المتنازعة بأثرته وتجرده عن انانية المناصب والمراكز ،فكان لتوجهه الوطني وحرصه على طي صفحات الماضي الاسود الأثر البالغ حتى في نفوس المناوئين والمنافسين .لقد اعرض سماحته عن كل صور التشكيك في نتائج الانتخابات ودعا الجميع الى قبولها بروح رياضية والترفع عن الطعن والاساءة في تاريخ اي رمز من رموز المعارضة العراقية التي اطاحت بالتسلط الدكتاتوري .واحترام جميع الكتل التي شاركت في انجاح العملية الانتخابية الفائزة منها والخاسرة ورفض الدخول في اية حكومة مالم تضم جميع القوائم بدون استثناء .لاشك ان هذه المواقف النوعية وهذه الرؤى الواعية البعيدة المدى الواضحة وهذا التشخيص السليم يضع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي قيادة وجماهيرا ً في طليعة القوى الوطنية العراقية السياسية والساعية لبناء العراق الجديد ويفرض احترامه على الصعيدين المحلي والدولي بعد ان نال ثقة الشعب العراقي بكل اطيافه وحركاته السياسية والاجتماعية والدينية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك