المقالات

الاختلاف لا الخلاف


احمد عبد الرحمن

في كلمته امام عشرات الالاف من انصار المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في احدى عشرة محافظة الذين احيوا الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لتأسيس المجلس يوم الجمعة الماضي ، اكد السيد عمار الحكيم على مبدأ مهم واساسي في العمل السياسي تبناه المجلس الاعلى منذ بدايات تأسيسه وكان شهيد المحراب ومن بعده عزيز العراق (قدس سرهما الشريف) يشددان عليه ويعملان بجد لترجمته على ارض الواقع.حيث يقول السيد الحكيم ".. ومع اليقظة والاستعداد اضاف شهيد المحراب معلما اساسيا اخر في منهجه الاسلامي والانساني الاصيل في العمل السياسي والاجتماعي والجهادي حين رفع شعار " نعم للاختلاف كلا للخلاف" ، هذا الشعار الذي تحول الى مبدا اساسي من مبادئ العمل السياسي في المجلس الاعلى ومن هذا المنطلق الاسلامي العميق والمبدأ السياسي النبيل استطاع ان يعمل مع الجميع بغض النظر عن مساحات ومواقع الاختلاف، حين استوعب شهيد المحراب المختلفين معه ووفر لهم المساحة داخل كيان المجلس الاعلى ليصبح المجلس الاعلى هو المظلة للعمل السياسي الاسلامي العراقي بكل مكوناته القومية والمذهبية.لقد كانوا يختلفون معه ولكنه لم يكن يخالفهم لان رؤيته كانت اكبر من الاختلاف وهدفه كان اعظم من كل خلاف وبهذه الروحية تربى كادر المجلس الاعلى وعلى هذا النهج كانوا ومازالوا وسيبقون سائرين". ولاشك ان التمسك بهذا المبدأ والعمل وفقه اليوم من شأنه ان يفك الكثير من العقد، ويخفف الاحتقانات، ويقلص الاحتقانات، ويقرب المواقف، ويزيد من نقاط التلاقي ويقلل من نقاط الافتراق. وفي ظل النظام الديمقراطي التعددي الذي يقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة والمشاركة الحقيقية والواسعة في ادارة شؤون الدولة والمجتمع فأن مبدأ الاختلاف امر طبيعي ومحمود، لانه يضمن ديمومة النظام ويمنحه القوة والحصانة والتماسك، ويجنبه الضعف والتشضي والانزلاق نحو التصادم والاحتراب بين مكوناته وعناصره، على عكس الخلاف الذي يعني الذهاب الى اسوأ الخيارات والدفع بالدولة والمجتمع الى المشاكل والازمات السياسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية. وبما ان هناك دستور، وبما ان هناك سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية، وبما ان هناك وسائل اعلام ومؤسسات مجتمع مدني تقوم بدور الرقابة وتشخيص مواطن الضعف والقصور والتقصير، وبما ان هناك تداول سلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، فهذا يعني ان اطر الاختلاف ومساحاته وفضاءاته محسوبة ومتفق عليها، بحيث يكون محورها مصالح الوطن والمواطن لامصالح الاحزاب والاشخاص والفئات والعناوين الصغيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك