المقالات

نجاح الاقاليم بماذا مرهون


مهند العادلي

فكرة الاقاليم ليست بالفكرة الجديدة وانما هي تجربة متواجدة في دول كثيرة في العالم و لا ضير من الاستفادة من افكار الاخرين وتحويلها وفق ما يتناسب وحاجة بلدنا وشعبنا , فعندما طرحت هذه الفكرة اول مرة ولقصر فهم مفهومها لدى شعبنا وعدم توضيحه من قبل سياسيونا وانما مارست وسائل الاعلام في حينها من حرب شعواء ضد الفكرة وطبعا لم تأتي تلك الحرب من فراغ وإنما انت مدعومة من اصحاب اجندات معروفة ومن الداعين اليوم الى اقامتها والفرق بين الفكرة في اساسها يختل تمام عما هي عليه اليوم وما يفسره البعض من سياسيون الحديثين العهد بالسياسة وعالمها الكبير .فالفكرة عندما طرحت اول مرة كانت من اجل تعزيز فكرة اللامركزية واعطاء الصلاحيات الاوسع لمجالس المحافظات وكذلك اتاحة الفرصة لمن انتخبهم ابناء محافظاتهم من اجل تقديم الافضل للمحافظة و محاولة جلب الاستثمارات الى تلك المحافظات ولكن وبسبب الحرب المقصودة في حينها فقد فسرت وروجت وسائل الاعلام على ان الفكرة الغاية منها تقسيم العراق واتاحة الفرصة لدول الجوار للتدخل في شؤون الاقاليم التي سوف تقام وعادت نفس الابواق التي كانت تدعم المعارضة لإقامتها لتطالب بإقامتها كما حصل في البصرة و الناصرية واليوم في صلاح الدين ولكن شتان ما بين المثلين فالفكرة في حينها غير الموجودة اليوم في الساحة والتي هي مجرد تصفية حسابات سياسية لا يعي الشعب حجمها ولا تبعاتها المستقبلية إنما هو يجري وراء الشعارات الرنانة التي يطلقها من يحاولون الترويج لفكرتها ويحاولون الحصول على الدعم من اجل تنفيذها وليس الغاية اعمار البنى التحتية وتعزيز اللامركزية واعطاء الصلاحيات وهذا كله ما يروج له اضافة الى الترويج حول عودة التسلطية في الحكم ومحاولات ايجاد ثوب جديد للدكتاتورية مع العلم ان هناك الكثير من الوسائل والبنود القانونية الموجودة في الدستور التي يمكن الرجوع اليها لحل كل ما ذكر من امور سيئة اتجاه الحكم المركزي وبالتالي عودة الامور الى وضعها الطبيعي وعبر الدستور نفسه .ان مشروع نجاح الاقاليم في العراق يمكن ان يكتب له النجاح ولكن هو بحاجة ماسة واساسية اولا الى صفاء النوايا و ترسيخ مفهوم الوحدة وليس الفكرة السائدة اليوم وهي الانسلاخ عن هذا الوطن وهذا ما لن يقل به الشعب وتحت أي ظرف او ضغط مهما كان فلا يكن لأي محافظة ان يتخيل ابنائها انهم سوف يكون بمعزل واستقلالية عن المحافظة المجاورة لها ولن يستسيغ احدا من ابناء شعب العراق هذه الفكرة ابدا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك