المقالات

سر النجاح ...


احمد عبد الرحمن

يقول رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في خطبة صلاة عيد الاضحى السياسية "ان مشروع الدولة العراقية الجديدة ولد في اليوم الذي صوت فيه ابناء الشعب العراقي على الدستور وانتخبوا حكومتهم واصبح الشعب لاول مرة هو من يمتلك ادوات التغيير الحقيقية, ولكن من الولادة لحين استكمال المشروع شوط طويل وعلينا ان نستعد لخطوات شاقة وطويلة حتى نستكمل بناء مشروع الدولة العراقية الجديدة".لاشك ان التجارب المريرة التي عاشها العراقيون طيلة ثمانية عقود من الزمن، والتي ارتفعت وطأتها وحدتها خلال العقود الثلاثة الاخيرة قبل الاطاحة بنظام النجرم المقبور صدام، تكفي لان تكون حافزا ودافعا قويا وحقيقيا لكافة ابناء الشعب العراقي، على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ومكوناتهم القومية والدينية والمذهبية والطائفية والمناطقية والعشائرية الى ان يتجنبوا تكرار أي جانب من جوانب تلك التجارب المريرة، بل واكثر من ذلك يكون لديهم اقصى درجات الحرص بأن يسيروا في اتجاه اخر يؤدي الى اعادة الروح الحقيقية لبلادهم، ومغادرة القهر والفقر والظلم والتخلف والحرمان.أي بعبارة اخرى، الاتجاه الى بناء تجربة جديدة مشرقة على انقاض وركام التجربة-او التجارب- المريرة المؤلمة، وهذا يتطلب اكبر قدر من التفاهم والتوافق والانسجام وتفهم وادراك اهمية وضرورة المصالح العامة، وتحديد الاولويات بما يضمن تأمين وصيانة وحفظ تلك المصالح للجميع دون استثناء، وكذلك حقوقهم السياسية والمدنية العامة.وبعبارة اخرى..كانت هناك الديكتاتورية والقمع والاستبداد والتسلط والطغيان، ولابد ان يكون البديل لها الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة والانفتاح.وكانت هناك سلطة الحزب الواحد والشخص الواحد والقائد الضرورة.. ولابد ان يكون البديل لها هو سلطة الشعب ومشاركة الجميع في ادارة شؤون الدولة والمساهمة في المغانم والمغارم على السواء. وكان هناك التبجيل والتقديس والتمجيد للقائد الضرورة وللحزب ولكل شيء يمت الى السلطة بكل عنجهيتها وحماقاتها بصلة.. ولابد ان يكون البديل النقد البناء والواضح والصريح، والمحاسبة والمساءلة لاي شخص من دون استثناء مهما كان موقعا في الدولة ومهما كانت صلاحياته وسلطاته.وكان هناك غياب كامل وفاضح للقوانين والدستور التي تضمن الحقوق وتحدد الواجبات، وتشخص المسارات، ولابد ان يكون البديل وجود الدستور وسيادة القانون، بحيث يكون الجميع خاضعا للدستور والقانون لا مهيمنين عليهما ومتحكمين بهما.وكانت هناك مركزية شديدة ومقيتة وتهميش لاحدود لها لكل الوحدات الادارية في العراق، ولكل الوجودات والمكونات. ولابد ان يكون البديل هو اللامركزية المحكومة بالضوابط والقيود القانونية والدستورية لا الامزجة والاهواء والاجندات السياسية الخاصة والضيقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك