المقالات

لا توجد دكتاتورية مع القانون والدستور


خضير العواد

أي نظام في العالم إن كان مادي أو معنوي يكوّن أدوات معينة وظيفتها المحافظة على هذا النظام , فالأدوات التي تحافظ على الأنظمة الديمقراطية بشكل عام هما القانون والدستور, بتقوية وأحترام هذين الأداتين سوف ينجح النظام الديمقراطي ويستمر أما إذا ضعف أحدهما فسوف يضعف النظام الديمقراطي ومن ثم ينتهي الى الفشل , ولكن هل يوجد قانون أو دستور ضعيف طبعاً الأجابة كلا لأن الذي يضّعف أو يقوي هذين الأداتين هما المنفذ والمشرع أي السلطة التنفيذي(الحكومة) والتشريعية (البرلمان) ,بأحترام الحكومة والبرلمان للقانون والدستور فسوف يقوى النظام الديمقراطي , أي كل نظام ديمقراطي يعتمد على أربعة أضلاع إثنان منهما ساكنة وإثنان متحركة , فألأضلاع الساكنة هما القانون والدستور يعتمدان على المتحركين وهما الحكومة والبرلمان فأحترام وقوة هذين المتحركين للقانون والدستور فسوف يسعد جميع المجتمع وهذا ما نلاحظه في جميع الأنظمة الديمقراطية المتقدمة في العالم , فخذ أي تجربة ديمقراطية ناجحة في العالم وطبق عليها هذه المعلومات فسوف تلاحظ التطابق الكامل بالأراء .أما الذي يحدث في النظام الديمقراطي في العراق فنلاحظه لاتنطبق عليه هذه المعلومات ولهذا نلاحظه غير مستقر ويتخبط ولايمكن أن نطلق عليه نظام ديمقراطي بشكل كامل , فألقانون في العراق غير محترم ولاينفذ بشكل كامل على الجميع وهذا يدلل على ضعف السلطة التنفيذية و نتاج هذا الضعف التصريحات الغير مسؤولة و التصدي لقرارات الحكومة من جميع المكونات والشخصيات التي تمثلها أما إذا كانت الحكومة قوية وتحترم تنفيذ القانون نلاحظ الجميع سوف يقفون عند حدودهم وحقوقهم ويدَعون الحكومة تنفذ القانون لأن القانون يجب أن ينفذ على الجميع والجميع عليهم أن يحترمه , إما الدستور فوضعه لا يختلف عن القانون فالبرلمان بالإضافة للسلطة التنفيذية يخترقان الدستور في كل يوم وقد عُطلت منه قوانين كثيرة فألجميع يفسر الدستور حسب طريقته الخاصة التي تفيده وتؤيد أهدافه , فالبرلمان العراقي عبارة عن مجاميع لاتأخذ أي قرار إلا أن يقرر رئيس القائمة وهذه المجاميع لاتكترث بمصلحة العراق المهم عندها مصلحة القائمة والمسؤولين في القائمة ومن ثم تأتي مصلحة المكون الذي تنتمي إليه هذه المجموعة أو تلك , ولذلك نلاحظ الكثير من القوانيين لم تشرع لأن أحد المجاميع ليس عنده مصلحة في تشريع هذا القانون فأليذهب العراق وشعبه الى الجحيم , ولهذا نلاحظ العملية السياسية في العراق على شفى حفرة لأن السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية يقفان حائلاً أمام تقوية القانون وتثبيت الدستور وهذا الذي أدى الى هذا التدهور والأنحطاط في العملية السياسة , فإذا أردنا أن يكون العراق بلد ديمقراطي حقيقي فأليحترم الجميع القانون والدستور ويطبقانهما على الجميع بالتساوي ومهما كانت الظروف لأنهما صماما الأمان لجميع التجارب الديمقراطية الناجحة في العالم , إذ لاتوجد ديمقراطية بدون قانون ودستور و لاتوجد دكتاتورية مع القانون والدستور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك