المقالات

الواقع هو ما تقولون


سعد البصري

في مرحلة متقدمة من الوضع العراقي المتردي ، والذي يعاني من عدد كبير من الأمراض النفسية الحكومية، وتدهور الملفات المختلفة بشكل كبير جدا .. يتطلب منا نحن العراقيون وقفة تأمل حول ما يدور الان في المشهد العراقي ، لان الواقع العراقي الحالي يفرض على الجميع وليس فقط من هم في الحكومة أن يفكروا في الآليات الناجعة التي يمكن من خلالها إخراج العراق من أزمته ، والتأثير المباشر على هؤلاء السياسيين ليتم إدخالهم في مصحات خاصة ليتعافوا من هذه الأمراض التي فتكت بالبعض من المسؤولين في الحكومة العراقية من الذين بات لا يهمهم شيئا سوى مصالحهم ومصالح متزلفيهم وأحزابهم .فعلى الجميع أن يتشاركوا في إيجاد الحلول لان الجميع واقفون تحت نفس الخيمة ، فإذا ما سقطت هذه الخيمة ( لاسامح الله ) فان المتضرر الوحيد في هذه المعادلة هم العراقيون أنفسهم بما فيهم السياسيون ؟؟، لان من يفكر من السياسيين العراقيين بأنه جاء للعراق من اجل مصلحة معينة وحينما يتم الانتهاء من هذه المصلحة فانه يعود من حيث أتى فهو على خطأ تماما إذ إن اللعنة سوف تكون بانتظاره وتأنيب الضمير ( إذا كان له ضمير ) سوف لن يتركه ( وحوبة ) العراقيين المساكين سوف تلاحقه أين ما يذهب ؟. إذن فالسياسيون العراقيون أمام خياران لا ثالث لهما ( فالعدو من أمامهم والبحر من ورائهم ) كما يروى عن مقولة القائد العربي طارق بن زياد حين وصل الى بحر الظلمات ( المحيط الأطلسي حاليا ) . فإما أن يعيدوا ترتيب أوراقهم من جديد خدمة للمصلحة الوطنية التي كانوا هم الدعاة لها او هي اللعنة الأبدية والتاريخ الأسود .وأنا هنا أؤيد ما طرحه بعض الإخوة في تجمع ( وين راحت أفلوس الشعب ) فهم يدعون الحكومة العراقية الى أن تضطلع بمهامها تجاه الشعب العراقي من خلال مجموعة من المطاليب والمقترحات التي وجدتها ملائمة في هذه المرحلة المهمة التي يمر بها الشعب العراقي . فقد أعلنوا في بيانهم " بأننا ندعو المواطنين الى مقاطعة المسئولين وعدم مجاملتهم من خلال رفض الدعوات والحضور والإضافة والاستضافة , مثلما فعلت المرجعية الدينية بالنجف الاشرف . وان تخصيص 100دولار شهريا لكل فرد من إيرادات النفط هو الطريق الوحيد للقضاء على الفساد المالي والإداري والفقر والإرهاب وإحياء الروح الوطنية وبناء الدولة على أساس المساواة و العدالة الاجتماعية وهو تجسيد لتنفيذ المادة (30) و (111) من الدستور ". كما أعلن البيان بان تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل أو التشرّد أو اليتم أو البطالة، وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة، وتوفر لهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم , مبيناً إن ( أي البيان ) إن المادة (111) من الدستور تنص على إن النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات . وغير ذلك من المطالبات الشرعية التي كان على الحكومة العراقية أن تقوم بها منذ بداية تأسيسها عقب سقوط النظام البعثي ، ولكن ومع اشد الأسف فان السياسيين العراقيين قد أهملوا قضية الشعب الرئيسة وراحوا يبحثون عن المنافع والمصالح الشخصية ، الأمر الذي خلق فجوة كبيرة بين السياسي والمواطن ، لذا فما يقوله تجمع ( وين راحت فلوس الشعب ) هو ما يريده كل العراقيين ، ولكن لكل واحد منهم طريقته في المطالبة بحقوقه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك