المقالات

البعث الصدامي....خطاً احمر!!


رباح التركماني

لقد أكدت التشريعات والأنظمة الإلهية على مبدأ (الثواب والعقاب) كمنظومة اجتماعية تكفل تحقيق العدل والتوازن بين المكونات الاجتماعية أينما وجدت وقد ذكر القران الكريم في محكم كتابه الذي لايأ تيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بسم الله الرحمن الرحيم (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) صدق الله العظيم. وعلى الرغم من الفاصل الزمني البعيد بين نزول القران الكريم وزمننا هذا بيد الفكر أن البشري والقانون الإلهي لابد أن يلتقي عند نقاط الخير التي هي قاسم مشترك بين جميع المهتمين بحقوق الإنسان وتحقيق العدالة البشرية وان اختلفت الأزمنة .ولاشك أن حاجة البشرية اقتضت وبعد الحروب الكونية التي دارت رحاها بين القوى المتصارعة على النفوذ والامتيازات بسبب دوافع لا أنسا نية تقترب في نهجها إلى شريعة الغاب!ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة إنشاء مؤسسة دولية تنظم العلاقة بين شعوب المعمورة فأنتج الفكر البشري (منظمة الأمم المتحدة ) التي شرعت بإصدار القوانين الدولية التي تكفل تحقيق التوازن والعدالة بين الدول المنطوية تحت عباءة الأمم المتحدة ،وكان العراق بين الدول السباقة إلى عضوية تلك المنظمة الدولية وبالتالي فهو معني بتطبيق جميع القرارات والقوانين الصادرة عن تلك المنظمة ،ولعل قانون العدالة بعد النزاع واحدا من أهم القوانين التي صدرت عن منظمة الأمم المتحدة ،والمتضمن تجريم الأفكار والأحزاب التي تسعى لتهديد الأمن والسلم العالميين وترتكب جرائم الإبادة الإنسانية !وتحظر تداوله والانتماء اليه كما تم حظر الفكر النازي وتجريمه دوليا ً وأصبح العمل بأفكار النازية جريمة يعاقب عليها القانون. وبعد تغيير النظام في العراق عام 2003 من قبل التحالف الدولي وبقرار أممي صادر من منظمة الأمم المتحدة بعد ان أصبح النظام العراقي السابق وحزبه الحاكم يشكل خطرا يهدد الأمن والسلم الاجتماعي بسبب ارتكابه جرائم إنسانية بحق أبناء شعبه وبحق الدول المجاورة لم يسعى العراقيين بتجريم الفكر ألصدامي ألبعثي دوليا وهذا هو الخطأ الذي لايغتفر! بل اكتفوا بقرارات (كاجتثاث البعث )ومن ثم (المسائلة والعدالة)وهي قرارات تم تسويفها والقفز عليها في كثير من الأحيان واستخدامها كدعايات انتخابية للوصوليين والانتفاعيين الذين استغلوا أصوات أعضاء حزب البعث السابقين الصدامين منهم وغير الصدامين كونهم غير مطمأنين إلى الوضع الجديد وقلقين على مستقبلهم وسعوا هؤلاء المنتفعين إلى إبقاء ملف البعثتين عائم دون وضع الحلول الناجعة لضمان حصولهم على تلك الأصوات القلقة من الوضع السياسي ما بعد التغيير ساهم في ذلك عدم التفات الحكومة لهذا الملف بسبب انشغالها ببسط الأمن الذي كلفها كثيرا من التقصير بملفات أخرى في قطاع الخدمات والصحة من جهة ومن جهة أخرى عزوف العراقيين من التعاطي باسم حزب البعث الذي يذكرهم بماضً ملئ بالمآسي المؤلمة !ومن هنا فان على الحكومة والبرلمان الذي هو خيار الشعب أن يتحملوا مسؤولياتهم في تجريم حزب البعث ألصدامي وليس كل من انتمى إلى حزب البعث بسبب الظروف التي يعلمها غالبية العراقيين وندعو إلى عدم الوقوع في فخ القوى التي لاتريد للعراق وأهله الخير عبر أعطاء البعثيين دعاية مجانية للبعث كما ذكر السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي فالبعث حزباً محظور لايمكن التعامل معه في العراق الجديد والأمن خطاً احمر لايمكن تجاوزه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك