المقالات

العراق بلا تندر!!


صلاح جبر

تعد الأنظمة الديمقراطية في أوربا من اعرق الديمقراطيات على وجه المعمورة وبما أن الديمقراطية تلك الكلمة اللاتينية التي تتكون من مفردتين هما (ديمو ـ قراطي )اي حكم الشعب مايعني أن الشعب مطلع على جميع خفايا سياسة الدولة .وهو حق كفلته الأنظمة الديمقراطية لمواطنيها !ولاشك أن نظرية (مخففات الصدمة ) التي وضعت كحلا ً للشعوب المتخلصة من براثن الديكتاتورية تشترط في واحدة من أهم مرتكزاتها على ضرورة وجود سياسة مالية مكشوفة !يعرف المواطن حجم ميزانية البلد ويعرف على اقل تقدير المخرجات والمدخلات للموارد المالية وليس بالضرورة جميع تفاصيل عائداته المالية كونه شأن المختصين .وبما إن الشعب العراقي يعيش حاليا نعمة الديمقراطية بعد تغيير النظام عام (2003) ورحيل الدكتاتورية إلى غير رجعة ،بيد أن المواطن العراقي لازال لايعرف وغير مطلع على الكثير من ملفات السياسة المالية للحكومة ما يعني خرقا لأهم مفردة من مفردات الديمقراطية ،وهذا ما يترك تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة لدى المواطن العراقي عن جدية ومصداقية الحكومة في إرساء التجربة الديمقراطية في العراق!وبالتالي يعيش مخاوف وكوابيس العودة إلى الدكتاتورية مرة ثانية وتبديد أماله وطموحاته في العيش بحرية وسعادة بعد سنين القهر والحرمان التي تعرض لها أبان فترة النظام السابق .ولعل التجارب الديمقراطية الناجحة ما انفكت تؤكد على أهمية الكشف عن سياسة الحكومة المالية كونها تشرك المواطن في الاطلاع على سياستها المالية وبالتالي المساهمة بعملية استقرار الأمن الاجتماعي ،ومن هنا فان إي مشروع مهما كان يجب أن يصاحبه (تندر ) يذكر فيه جميع تفاصيل المشروع (اللوجستية) ،بيد أن الغريب أن الحكومة العراقية وفي كل سنة تقدم تفاصيل بأطر عامة وليست تفاصيل دقيقة عن مخرجات الأموال العراقية كيف ؟والى أين ؟وهذا ما جعل تلك الأموال تصنف على أنها (أموال سائبة)كانت ولازالت عرضة للسرقة من قبل أصحاب النفوذ والنفوس المريضة !فعلى الحكومة أن تلتفت إلى ذلك وتعالج الإخفاقات السابقة التي وقعت بها من خلال كشف سياستها المالية فهي المسؤولة أولا وأخيرا أمام أبناء الشعب العراقي الذي لم يسكت إلى ما لانهاية على تلك التجاوزات !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك