المقالات

موازنة عام 2007 والخطة الامنية الجديدة


( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

موازنة عام 2007 التي بدأ النقاش حولها تحت قبة البرلمان العراقي والتي تعتبر بحق انفجارية كما وصفها السيد وزير المالية قبل اشهر والتي قدرت باكثر من اثنين واربعين مليار دولار وهي ميزانية لم يشهدها العراق منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي. اتجهت الموازنة بالدرجة الاساس الى اعتماد المشاريع الامنية والاستثمارية ودعم البطاقة التموينية وانعاش شبكة الحماية الاجتماعية.على رأس الاهتمامات الآنية والملحة بالدرجة الاساس هو تخصيص ربع هذه الميزانية كنفقات لوزارتي الدفاع والداخلية والاجهزة الامنية الاخرى وهذا ما يطلق يد هذه الوزارات بأكمال جاهزيتها وسد كل الثغرات التي لابد من رصدها لدعم خطة امن بغداد الجديدة التي ستطبق خلال الايام القريبة القادمة.

الملاحظ ان السادة النواب ناقشوا الموازنة بإسهاب وأكدوا خلال مداخلاتهم على الاخطاء التي رافقت موازنة عام 2006 والتي لم تستطع ادارات المحافظات وبعض الوزارات من اتمام المشاريع التي رصدت لها مبالغ وخاصة في مجال الخدمات العامة كالماء والكهرباء وشبكات الصرف الصحي وتعبيد الشوارع واعادة اعمار البنى التحتية الى غيرها من المشاريع التي تهم مصلحة المواطن، وهذا ما أدى الى تدوير اكثر من ثمانية مليارات دولار من ميزانية عام 2006 بسبب تلكؤ بعض الوزارات وادارات المحافظات في تنفيذ المشاريع التي صوبت ورصدت من اجلها الاموال اللازمة العام الماضي.ان الاولوية التي تفرض نفسها بقوة هي جاهزية القوات المسلحة العراقية التي يطلب منها وقف التدهور الامني وحماية المواطنين من شر الارهابيين التكفيريين والصداميين الذين يحاولون بكل جهد وقف العملية السياسية وتقويض الانجازات التي تمت خلال المرحلة السابقة التي تلت سقوط النظام الدكتاتوري البغيض فهذه الجاهزية لا يمكن لها ان تتم وهي على سعة حجمها الكبير هذا وسعة مستلزمات تحركاتها ما لم تتوفر الاموال اللازمة لشراء المعدات التي تمكنها من اداء دورها المطلوب، خاصة وان نجاح كل المشاريع الاخرى مرتبط بشكل مباشر بنجاح هذه الاجهزة وخطتها الجديدة.ان النجاح الذي تسعى الى تحقيقه هذه الاجهزة بعد ان رصدت لها ميزانية كبيرة جداً مرهون بالاستفادة من الاخطاء السابقة التي رافقت عمليات الصرف غير المسؤولة في بعض جوانبها. وعلى هذه الاجهزة ان تحافظ على المال العام لاستخدامه في بناء المشاريع اللازمة لهذه القوات على اسس عصرية والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تدريب وتأهيل هذه القوات، فالسلاح المتوافر لدى هذه الاجهزة حالياً لا يرتقي الى السلاح الذي تستخدمه الفرق الاجرامية الضالة من التكفيريين والصداميين.

المراقبون السياسيون يرون ان عدم نجاح بعض السادة الوزراء في الارتقاء بمهامهم الى مراحل متقدمة وخاصة على صعيد الخدمات يستدعي تغييرهم وابدالهم بوزراء اكفاء يستطيعون ان ينهضوا بمهامهم خاصة من ذوي الخبرات في اختصاصات الخدمات العامة بعد مضي اكثر من ثلاثة اعوام ونصف على سقوط النظام البائد الا ان المواطن لازال يعاني من تردي هذه الخدمات التي تمس الحياة اليومية له.

امام هذه الميزانية الانفجارية وامام الخطة الامنية الجديدة لابد للحكومة ان تبذل قصارى جهدها في توفير الامن- الغذاء- الخدمات- الصحة- التربية- معالجة البطالة. وفوق كل ذلك الحفاظ على كرامة العراقي وحفظ عمقه الحضاري والثقافي لتنمو الطاقات وتتفجر القابليات الوطنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك