المقالات

عواء سلاطين الأعراب لصدام


( بقلم : قيس علي البياتي )

ماذا بعد ان تجاوزبعض حكام العرب الخائبين الخائنين لشعوبهم والمترفين لأموال بلدانهم كشف القناع الى الصفاقة والوقاحة في الأعلان عن القصد والتبجح بأن إعدام طاغية العراق هو إستفزاز لمشاعر العرب والمسلمين .. ماذا بعد ان ظهر المخرف حسني مبارك والمجنون القذافي قاتل السيد موسى الصدر بوجهيهما القبيحين مزدريين كل الاعراف الدولية وكل القيم الانسانية ليعلنا ان المجرم صدام الذي أنتهك كل حرمات العراقيين سيتحول الى شهيد.

ان تحريض المخرف حسني مبارك والمجنون القذافي على الفتنة وتصريحاتهما هو تدخل صارخ لشؤون الدولة العراقية وانتهاك لحقوق الشعب العراقين وتملق سمج لأسيادهما ، فهم يشجعون بطرق عدة أبناء مصر وليبيا والدول العربية وغيرهم من الأرهابيين التوجه الى العراق لقتلهم وتحت شعار الارهاب في العراق والذي تحول اليوم الى الجهاد اللامقدس ضدنا نحن العراقيين عربا كنا أو تركمانا أو أكرادا الفائزين في الانتخابات المقلقة لهم والذي طالما صرخوا بان لاتفعلها الولايات المتحدة الامريكية خوفا من الديمقراطية .

أما عن وصفهم لصدام بأنه يتحول الى شهيد، لقد يتذكر الجميع الفتوى المشهورة التي صدرت من قبل مفتي السعودية عبدالعزيز بن عبدالله بن باز بتكفير وجواز لعن صدام حين احتلاله الكويت، فنقول لهم بأنهم ليسوا اكثر وطنية منا نحن العراقيين فهم نسوا او يتناسون كل الدمار الذي سببه ذلك المجرم لشعب العراق وارضه بل ونسوا كل المقابر الجماعيه والآلام والكوارث ومعانات شعبنا الى يومنا هذا من جراء سياسات صديق الأمس.

فحينما نسترجع تلك الصور ونقارن ذلك بما يقولونه اليوم نجد ان الامر لايعدو كونه حقد وأنانيه وحسد على الديمقراطية الوليدة في العراق وحكم الشعب لأنهم ان قامت قائمتهم فسوف لن تبقى كرسي فاجر على ظهر البسيطة وهذا ما دعاهم بغباء وبفخر على وصفهم للمجرم الذي أنتهى وأنتهت حقبته الدموية الأجرامية التي لم تعرف له البشرية مثيلا.. من إنتهاك لأعراض العراقيات وسفك دماء الأبرياء وقتل الأطفاء وتشريد النساء وأغتصابهن ، وهدم المساجد والمنازل..المجرم الذي عاث بأرض العراق الطاهر الفساد وأذاق العراقيين صنوف العذاب والقهر والظلم, الذي عذب الأبرياء في السجون ..على هؤلاء الحكام المستبدين أن يعلموا بأن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا ويري شعوبهم المظلومة فيهم مايثلج صدورنا وصدورهم إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون.

إن تباكيهم على المجرم صدام اللعين ليس إلا طعنة في هوية وثقافة العراق فالشمس أجمل فيها من سواها والظلام حتى الظلام عندنا أجمل، هكذا نحب نحن العراقيون عراقنا وأمتنا وأحبتنا, وبهذا التعصب له, لنخيله وجباله ومياهه وارضه, فهل من يعشق الظلام؟ لكن ظلام العراق نور. أيوجد عشق وتعصب اعمى لوطن اكثر من هذا؟ اتوجد وطنية اكبر واعمق من هذه؟ هكذا نعشق وطننا بكل مافيه من هموم وأحزان وانكسارات, نعشقه حتى باتت تربته من دماءنا تصرخ، لا تشبه كل الترب، نحن كذلك فمن يبارينا في حب الوطن والحنين له؟

نحن شعب العراق، ورغم المصائب، لم يهجرنا سوى الرعب اللامحتمل الذي مارسه صدام ضدنا، فهل يحتمل احدكم ايها الاخوة العرب أن يرى ابنه يقتل أمامه أو يلقى في حوض الاسيد ليذوب أمام عينيه او يفرم بفرامة للبشر ليصبح كومة عظام ولحم ويسكت؟ ماذا لو أعطي بايديكم سلاحا وتأمرون بقتل فلذات أكبادكم وتمنعون من البكاء عليه؟ هل يحتمل احدكم ان تغتصب أخته وأمه وزوجته او أبنته أمام عينيه من جلاوزة أشرار ويسكت؟

لماذا كل هذا ضد العراقيين ، والمتعايشين على إختلاف أطيافهم منذ مئات السنين، فأمثال مبارك والقذافي والمتباكين لمثيلهم لايتبعون أدنى القيم الأنسانيه، ولا يتباكون إلاّ على أنفسهم ولمستقبلهم المشؤوم. إن إعدام صدام لم ولن يدع بابا للمساومات مفتوحة، وسيقضي على كل وهم حول القضاء على العراق الجديد سياسيا، فالعدالة هذه نجحت في توحيد الشعب العراقي فيما لم ينجح فيه المنظرون والمؤتمرون والمتآمرون. وأعادت الشفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطر المنكوبين.

ان إعدام صدام هو الهزة التي ستعيد الوعي للعقل العربي والأنساني ..وانها الجملةالجديدة المفهومة بمنطوقها التي دخلت في وعي الانسان العربي المغلوب على أمره بأيدي المستكبرين الطغاة. ونقول لسلاطين الأعراب بأنهم طغاة حكموا بلدانهم أجيالا متعاقبة ونشروا أهدافا معاكسة لقيم العرف الأجتماعي والأخلاقي لشعوبهم، وباتوا هم وأبنائهم الخائبين وحاشيتهم مسيطرين على كل ثروات بلدانهم فهم خائفون من الفجوه التي ظهرت وبانت بين الحاكم والمحكوم حتى تأخذ بالتوسع يوما بعد يوم ويأخذون بالتنابز واعلان الخصومه وهذه الفجوه النفسيه تؤدي حتما الى الثورة ضدهم ولاأجد عن ذلك محيصا وليتذكروا أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم مايثلج صدورنا إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون .

واشنطن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك