المقالات

بين الربيع العربي وشتاء الاقاليم العراقية مسافة ابتدأت من صلاح الدين


عباس المرياني

لم ينتهي الربيع العربي بعد" رغم مرور اكثر من عشرة اشهر على انطلاق شرارته الاولى من مدينة بوزيد التونسية" فأورق انتصارا لابناء الشعب التونسي تمثل بالخلاص من بن علي وانتخاب الغنوشي رئيسا للوزاء في لحظة تعانق فيها التاريخ مع بنغازي الليبية وهي تنفض عن وجهها غبار [42] سنة من حكم ملك الملوك في نهاية مأساوية ومريعة وليس بعيد عويل مبارك والمه وهو يشاهد من قفص الاتهام "الكدعان" وهم يصولون ويجولون في ميدان التحرير وسط القاهرة". لكن الامر يختلف من دولة لاخرى بهذا الربيع الذي امتد ليلتهم الصيف والخريف معا في اليمن والبحرين وليس هذا فقط فالصبح لم ينجلي بعد والدماء تسيل قرابين على منحر الحرية والموقف الدولي مؤيد هنا ومعارض هناك والمقياس في هذا الرفض وهذا التاييد تجد جوابه عند ممالك الخليج ودهاليز البيت الابيض".ويبدوا ان هذا الربيع اعجب عدد من قادة محافظاتنا العزيزة فبادر اهل الحل والعقد الى ان يجعلوه شتاءا مميزا يحققون لذاتهم من خلاله ما عجزوا عن تحقيقه بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وانطلق صوت الاقليم من بوزيد العراق مدينة صلاح الدين الرافضة في زمن ليس بالبعيد كل أشكال وأنواع الفدراليات على اعتبار انها منهج صفوي يراد منه تقسم العراق العروبي الخالد وجعله لقمة سائغة في فم الدولة الباغية ايران".وستجد الجواب حاضر في دفاع الراغبين الان بتشكيل الاقاليم وفق النظام الاداري والاقتصادي حسب ما يقولون" والتي تتمثل في التهميش والاستفراد والتسلط والتردي وكل الكلمات المرادفة لهذه المعاني، والشي الأكثر عجبا هو هذا الانسياق من أبناء هذه المناطق في اللهاث خلف لافتات كتبت بطريقة مقلوبة تحمل بين سطورها نوايا غير حقيقية من قبل من يمثلونهم في مجالس المحافظات وفي البرلمان والحكومة".تشكيل الأقاليم ليس جريمة قانونية او جنحة مخلة بالشرف طالما انها ممر امن للوصول الى تقديم أفضل الخدمات لأبناء المحافظات المحرومة والمهمشة لكن تشكيل الاقليم يكون جريمة كبرى عندما يكون ردة فعل غاضبة او من اجل ان يكون ملجأ امنا لحماية القتلة والمجرمين وأيتام البعث المقبور.فليس من المعقول ان يمنح لهذا الاقليم من خيرات ابناءه ما يتقوى به على قتلهم".والاسوء ان يكون الاقليم على اساس مذبي او طائفي تذهب معه اموال واملاك جهة معين الى طرف اخر حسدا وعدوانا وهذه واحدة من علل الاقليم؟ ".الذهاب الى الاقاليم ليست نزهة صيد استهوت الكثير هذه الايام ممن يأكلون لحم الخنازير وانما هي نظام اداري معقد ويحتاج الى مقدمات فنية ومهنية ومالية".واتمنى على الذين يطالبون الان ومن قبل كانوا من اشد الرافضين ان ينتظروا قليلا لنرى ما اذا كان الربيع العربي مورقا ام محرقا على رأي السيد النائب فرات الشرع حتى يطالبوا بشتاء الاقاليم في العراق لان ربيع العرب انتهى فصله وبدأ وقت الحصاد دون ان تلوح في الافق غير مخاوف وهواجس عن القادم من الايام".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك