المقالات

ندرك اهمية العامل الاقليمي والدولي


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

منذ الانقلاب الدولي او الاقليمي على حركة الشعب العراقي اثر تحرير دولة الكويت وما رافقها من استدارات لصالح النظام المقبور عكفت القوى السياسية العراقية وفي طليعتها التيار الاسلامي الوطني العراقي بقيادة شهيد المحراب (قدس) على دراسة الاسباب الحقيقية التي ادت الى الاستدارة الجادة في الموقفين العربي والدولي من الانتفاضة الشعبانية التي كادت ان تطيح بنظام صدام بعد ان نجح المنتفضون من الامساك بزمام اربعة عشر محافظة من محافظات العراق فيما كانت بغداد مهيأة تماماً لان تكون المحافظة الخامسة عشر.الدراسات والنقاشات تلك افضت الى حقائق مهمة كان في طليعتها ان القوى السياسية العراقية آنذاك كانت تفتقر الى منظومة علاقات واضحة مع الاقليميين والدوليين، وبما ان العالم يتحرك وفق نظرية المعلوم اسهل من المجهول، فان المعلوم آنذاك كان نظام صدام والمجهول هو القادم الذي يريد ان يكون بديلاً.من هذا المنطلق طرح شهيد المحراب (قدس) مشروعه ذي النقاط الخمس في كانون اول عام 1991 أي بعد قمع النظام المخلوع للانتفاضة والمنتفضين بستة اشهر ومن العاصمة السورية دمشق التي كانت تمثل حاضنة المشروع القومي العربي.

ويقيناً كان سماحته يدرك تمام الادراك لِمَ اختار دمشق كمنبر لطرح مشروعه امام القوى السياسية العراقية التي جاءته حينها من اوربا وامريكا والبلاد العربية. الذي تميز به المشروع آنذاك انه ولاول مرة كان قد ركز على اهمية العاملين الاقليمي والدولي في نقطتيه الرابعة والخامسة.

منذ ذلك الحين نستطيع القول ان عملية التغيير في العراق اتسمت بالجدية السياسية والميدانية فيما اوجد المشروع حواضن اقليمية ودولية داعمة لحركة الشعب العراقي وارادته في انجاز عملية التغيير.الآن وبعد عملية التغيير التي حصلت بعد التاسع من نيسان عام 2003 وبجهد محلي اقليمي دولي اتضحت اكثر البصمات الاقليمية والدولية في المشهد العراقي وان كانت غير متفقة في خطوطها البيانية ازاء العملية التغييرية في العراق، لكن بما ان التغيير قد حصل واصبح امراً واقعاً وانتقل بدوره من مراحل التأسيس الى مراحل البناء فان الحاجة الى ذات العاملين الاقليمي والدولي قد اتسعت هي الاخرى ايضاً باعتبار ان العراق يقع ضمن خارطة جغرافية وسياسية معقدة يضاف الى ذلك المشهد السياسي والامني المعقد الذي رافق عملية التغيير.

لكن ابقاء العُقد في الملف العراقي كما هي عليه الآن سوف لن يكون في صالح أي طرف من هذين الطرفين مثلما ينبغي على هذه الاطراف ان تدرك ان العراق يخوض الآن عملية دستورية ديمقراطية اخذت مجراها بما فيها من كبوات وانجازات كبيرة، لذا فان أي جهد اقليمي او دولي يفترض ان يكون داعماً لهذه العملية وليست هادماً لها، وبالتأكيد فان هكذا نمط من الدعم الدولي اوالاقليمي سيكون موضع ترحيبنا على ان يمتد مع تطلعاتنا طولاً ولا يتقاطع معها عرضاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك