المقالات

إلى من يهمه الأمر .. التأخير يعني إضاعة الحقوق ؟


سعد البصري

لازالت الكثير من القوانين والتشريعات لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ او الإقرار ، بسبب إن اغلب القوانين المتبعة في الدولة العراقية الان هي من بقايا قوانين النظام البائد ، بحيث إن ما شرع ممن قوانين خلال الثمان سنوات الماضية لم يكن بالمستوى المرجو منه ، وذلك إذا أخذنا بنظر الاعتبار إن الدستور العراقي قد اقر .ولكن كما قلنا فأغلب القوانين والتشريعات الموجودة الان والتي يعمل بها هي منذ زمن ما قبل السقوط . وهذا من الناحية الواقعية غير صحيح إذ من المفروض أن تكون هناك قوانين وتشريعات تتلائم والدستور العراقي الجديد بالاضافة إلى ما ينطبق عليه الوضع في العراق والاحتياجات والمستحدثات في الواقع العراقي ، وربما إن هناك جهات حكومية او خارجية لا تريد أن تكون هناك تشريعات جديدة بل تسعى من خلال علاقاتها ومراكزها وبعض الضغوطات الخارجية والداخلية على الاستمرار بالعمل وفق القوانين والتشريعات القديمة الأمر الذي سبب إرباكا واضحا في طبيعة القوانين المنصوص عليها في إدارة مؤسسات الدولة العراقية وخصوصا المؤسسة القضائية والتنفيذية .ومن ضمن تلك الإرباكات التي لازالت معلقة وهي مثار جدل بين الأطراف السياسية العراقية من جهة وبين ما تم تضييعه من حقوق المواطنين الأبرياء الذين كانوا ضحية المجرمين والارهابين من جهة أخرى هو موضوع العمل بتنفيذ أحكام الإعدام . فقد طالبت جهات حكومية وغير حكومية رئاسة الجمهورية العراقية بالإسراع بالتصديق على أحكام الإعدام بالنسبة للمجرمين المدانين بقضايا قتل وإرهاب . فأكثر من 338 حكماً بالإعدام صدرت منذ بداية العام الجاري اكتسبت هذه الأحكام الدرجة القطعية وأرسلت إلى رئاسة الجمهورية ولم يتم التصديق إلا على ثلاثة أحكام فقط . فمجلس القضاء الأعلى يلقي بمسؤولية تأخير تنفيذ الأحكام على عاتق السلطة التنفيذية المتمثلة في رئاسة الجمهورية ، ووزارة العدل . حيث إن إصدار الأحكام النهائية ترفع إلى رئاسة الجمهورية لإصدار مرسوم جمهوري بها ومن ثم ترسل إلى وزارة العدل للتنفيذ . وهذا ما يسبب تأخير التنفيذ بالاضافة إلى إن هناك ترتيبات لدى السلطة التنفيذية ربما هي من تؤخر تنفيذ الأحكام الأمر الذي بات غير مرغوب فيه إطلاقا من قبل الرأي العام العراقي . ولا يوجد ( ضمن التشريعات الجديدة ) نص قانوني يلزم وزارة العدل بتنفيذ الأحكام خلال جداول زمنية . وتحتاج أحكام الإعدام إلى مرسوم جمهوري لتقوم وزارة العدل بإكمال إجراءاتها للتنفيذ ، والمشكلة الرئيسية تكمن في امتناع الرئيس جلال طالباني عن المصادقة على هذه الأحكام باعتباره من ضمن الشخصيات التي أعلنت أنها مع إلغاء عقوبة الإعدام بحق المدانين ، الأمر الذي القى بضلاله على الوضع بالعراق باعتباره وضعا مختلفا عن ما يجري في الكثير من دول العالم التي ألغت عقوبة الإعدام . على كل حال فأن ذوي الضحايا يحتاجون إلى من يعيد لهم حقوقهم ويمسح الدموع من على وجوههم ، كما إن القصاص حق شرعه الباري ( عز وجل ) كما أكد عليه النبي الأكرم ( ص ) وأهل بيته ( ع ) وليس من حق أي احد أن يغير ما أمر به الله ورسوله . فتنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين هو اقل حق يمكن للحكومة العراقية أن تعيده للضحايا وذويهم وإلا لن تكون هناك عدالة واستقرار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك