المقالات

التحذير الذي لابد منه


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

منذ ان بدأت الخارطة السياسية العراقية الجديدة تتضح خطوطها واشكال تضاريسها، بدأ الموقف العربي ومن ورائه الاقليمي وكأنه قد افاق من صدمته التي افقدته وعيه مع حلول التاسع من نيسان 2003، وبدأت بعض الدوائر العربية واخرى اقليمية بل وحتى دولية تتصرف بشكل يوحي وكأنها لا تريد للعراق ان يغادر موقعه الذي وضعه النظام المخلوع فيه، بمعنى آخر ان يبقى العراق كوبون نفط او شيك مفتوح يدخل في حساب هذا البلد او ذلك النظام او ان يبقى عند البعض الآخر حقل تجارب للمدارس العسكرية الدولية لاختبار منتوجها او لالهائه عن دوره عند بعض العرب والاقليميين وكأنه غير مسموح على الاطلاق لهذا البلد وشعبه وقواه السياسية ان يشعروا في يوم بانهم ابناء بلدٍ له جغرافيته وتأريخه واقتصاده وحضارته التي تكفل لانسانه العيش ببحبوحة من الامن والاستقرار والرفاه شأنهم في ذلك شأن شعوب ودولٍ لا تمتلك عُشر ما نمتلك نحن.يبدو ان البعض من تلك الدوائر استمرأ لعبة ان يكون العراقي مشروع موت دائم او مشروع هجرة وتشريد دائميين كي يتصدق الآخر عليه بمنحه اقامة شهر او ثلاثة اشهر على اراضيه لغرض استدراجه لاحقاً لهراواته او قذفه خارج الحدود او اهانته بالطريقة التي يريد.

فيما يرى الغير بالعراق وكأنه قد صُمم كمشروع لحرب النيابة عنه وعن بعض الانظمة السفيهة المستهترة بحقوق الآخرين، لذا فان العراق عندما كان يدخل حرباً كنا نرى بالكرم التسليحي والمادي العربي يأتيه بنظام الفاتورة المفتوحة وفق المثل القائل: "من عندك العيال، ومن عندنا المال" هذا العراق انتهى.. بل الاصح ان الحقبة العراقية تلك انتهت وبدأ العهد العراقي الجديد الذي لن يرضى باقل من استرجاع كرامة العراق والعراقي معاً وانهاء ظاهرة العراق الورقة الذي وضعه صدام بأيادي كل من هب ودب. ولعل التحذير الاخير الذي اطلقه زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم لكل الاطراف دون استثناء بايقاف التدخل بشؤون وطننا وشعبنا والكف من لعبة اذكاء الفتنة الطائفية والعنصرية بين ابناء هذا الشعب، اختزل كل ما يريد ان يقوله الشيعي والسني والكردي والتركماني والمسيحي وكل قومياتنا واثنياتنا واقلياتنا واتجاهاتنا الفكرية والسياسية ونعتقد بان من يعنيهم هذا التحذير باتوا يدركوا تمام الادراك كل ما يظهره ويستبطنه هذا التحذير من استحقاقات ومعانٍ تتعدى حدود القول الى دائرة الفعل المدافع بروح وطنية مسؤولة عن كل ما هو عراقي ولأي من الاتجاهات ينتمي.

ان الجوار العربي ومن ورائه المحيط الاقليمي يقفان اليوم امام فرصتهم الاخيرة لتصحيح مواقفهم ازاء هذا الشعب وعليهم ان يستوعبوا الحقائق الجديدة التي يعيشها العراق الجديد والتي يأتي في مقدمتها ان عراق المعادلة الظالمة قد انتهى وعراق المعادلة الجديدة قد نهض من كبوته ونتمنى ان لا يدفعنا الغير الى ان نسلك طريق الرد بالمثل وهذا ما اصبح في متناول اليد بكل تأكيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك