المقالات

الاستراتيجية الامريكية الجديدة ليست عسكرية محضة


( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق والتي اعلنها الرئيس الامريكي جورج بوش الاربعاء الماضي هي ليست خطة عسكرية محضة كما اعلنت ذلك وزيرة الخارجية كونداليزا رايس امام الكونكرس الامريكي قبل سفرها الى منطقة الخليج، فقد اكدت رايس ان الادارة الامريكية بصدد ارسال مئات الخبراء السياسيين والاقتصاديين لابداء العون والمساعدة الى جانب العديد من الخبراء السابقين لتحسين الوضع السياسي والاقتصادي وخاصة في العديد من محافظات العراق التي تحتاج بشكل فاعل لدعم الادارة الامريكية في انجاح الخطط الاقتصادية واعادة الاعمار.

لقد نالت هذه الاستراتيجية الجديدة رضا العديد من الاطراف السياسية في الداخل العراقي فيما نالت استحسان بعض حكومات المنطقة وحكومات العالم الغربي، فعلى الصعيد الداخلي صرح اكثر من مسؤول حكومي ومسؤول سياسي في الكتل السياسية العراقية ان هذه الخطة جاءت لتؤكد دعم العملية السياسية والخطة الامنية التي ستباشرها الحكومة العراقية والمضي قدماً في انجاحها لتوفير الامن والاستقرار الذي استدعى بناء القوات المسلحة العراقية كماً ونوعاً وبسرعة واسنادها بقوات عسكرية اضافية قد يصل تعدادها الى اكثر من عشرين الف شخص ستة عشر الف منها سوف ينتشر في العاصمة بغداد والقسم الاخر في الانبار لقطع الطريق امام دخول الارهابيين والتكفيريين القادمين من خلف الحدود ومطاردة الاخرين المتواجدين في العراق والذين وجدوا في بعض مناطق هذه المحافظة حاضنة حقيقية لزمرهم المجرمة والتي هي الاخرى باتت تعيش اسوأ أيامها على ايدي ابناء عشائرنا الغيورة(مجلس عشائر الانبار) الذي اذاقهم شر الهزائم.

الادارة الامريكية وضعت في استراتيجيتها الجديدة خططاً على المستوى الاقليمي وخاصة دول الخليج ومصر والاردن والتي تريدها ان تكون على بعد ذراع واحد عنها باعتبارها من الدول المعتدلة والصديقة المخلصة لها، لذلك حذر الرئيس الامريكي هذه الدول من ان فشل العملية السياسية في العراق هو فشل لامريكا ولدول المنطقة وان بقاء انظمتها مرهون بنجاح الديمقراطية في العراق ونجاح العملية السياسية القائمة لوقف الارهاب وعودة الامن والاستقرار للشعب العراقي الذي يعني استقرار وامن شعوب المنطقة برمتها وهذا على راس ما تحمله الوزيرة رايس في اجندتها السياسية في زيارتها هذه.

الحكومة العراقية قد مدت اكفها الى كل حكومات المنطقة ومؤسساتها الاخرى للتعاون المشترك وخاصة فيما يتعلق بالملف الامني ومحاربة الارهاب وتجفيف البحيرة التي يسبح داخلها الارهابيون التكفيريون الذين يستهدفون الجميع بدون استثناء. وربما ان هذه الفرصة قد توفر الاجواء الملائمة لهذا التعاون بما يخدم مصالح الجميع على المستوى الامني والاقتصادي والعلاقاتي.

العراقيون وبعد اتكالهم على الله سبحانه وتعالى يعتقدون ان التعاون المشترك بينهم وبين اشقائهم من العرب والمسلمين كفيل باستتباب الامن والاستقرار وبعكسه سوف لا ترى المنطقة الا جحيماً- لا سمح الله- سيحترق فيه الجميع شاء البعض أم أبى. لذلك يرى ابناء الشعب العراقي ان المرحلة القادمة هي اخطر وأدق المراحل وان التعامل معها بجدية سوف يصل بالجميع الى شاطئ السلام والخير والرفاهية التي تتطلع اليها شعوب المنطقة اجمع ولكي تستطيع الحكومة العراقية من ان تشير الى الطرف الذي يدعم الارهاب ولا يعمل على استقرار المنطقة كائناً من كان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك