المقالات

قتل المجرم لا يكفي بل يجب مقاضات كل من ساعده على الاجرام


خضير العواد

عندما سيطرَ الغرب على الثروات العربية بدايات القرن الماضي , ومع النهضة التكنلوجية وظهور أجهزة الأتصال المختلفة أصبح أنتقال الثقافة مابين الشعوب سهل جداً , فأنتقلت الأفكار الثورية والحزبية الحديثة الى الشباب العربي وبدأت الساحة العربية تغلي بالحركة الثورية لكي تخرج المستعمرين ومصاصي الخيرات من البلاد العربية , فهيأ الغرب الرجال للساعات الحرجة وعندما تأكد الأستعمار رفض أي وجود غربي من قبل الشباب العربي , طرح المستعمرون فكرة الأنقلابات العسكرية التي سوف يقودها الرجال الذين هيئوا لهذه المهمات , فخلقوا قادة يقودون الساحة العربية من المحيط الى الخليج مع بقاء بعض الدول التي باعت كل شئ للغرب وهي بمثابة خميرة لهم في المنطقة العربية , وهؤلاء القادة الذين عاثوا في الدنيا الفساد والقتل ونهب الثروات وفتح السجون وبناء أنظمة دكتاتورية بوليسية قد أنهكت الشعوب العربية وجعلتها تحتقر الحياة التي يعيشها الفرد العربي للظلم الذي أعتادوا عليه , وقد دعم الغرب كل هؤلاء الدكتاتوريين من صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين والقذافي وعلي عبد الله الصالح وغيرهم وأضفوا عليهم أجمل العبارات وتعاونوا معهم في أحلك الظروف , وقد أطلعوا على كل الجرائم التي كان يرتكبها هؤلاء المجرمين بل كانوا يزودونهم بكل أدوات الجريمة ويحمونهم من الملاحقات القانونية ويخفون جرائمهم بعيداً عن الأعلام , وفرضوا غطاءاً صلداً لهم من كل الملاحقات وهم خلال هذه الفترات يمتصون ما يبغونه من الثروات العربية , مقابل هذه الخدمة التي يقومون بها لهؤلاء المجرمين , أي أغلب الدول الغربية أشتركت في قتل الشعوب العربية مرة بصورة غير مباشرة من خلال أجبار الأعلام على الصمت وأغلاق العيون عن الجرائم التي يرتكبها القادة العرب ضد شعوبهم , أو حماية القادة العرب من كل تحرك ضدهم وتزويدهم بكل المعلومات الأستخباراتية التي تدعم حكمهم والتخلص من كل فرد عربي عنده أمال للتخلص من هذه الحكومات أو لضرب مصالح الغرب , وتارةً تقتل الشعوب العربية بصورة مباشرة ومتعمدة من خلال ألضغط على القادة في قتل الشعوب عند الصحوات الدينية أو الثورية أو كل ما يهدد الغرب ومصالحه , ودفعهم الى بدأ الحروب مع الجيران كحرب الخليج الأولى وحرب ليبيا وتشاد والأجواء المتوترة ما بين الجزائر والمغرب وقطر و السعودية ومصر وليبيا ومصر و السودان وغيرها من المشاحنات التي خلقها الغرب لتحقيق مخططاتهم العدوانية ضد الشعوب وسرقة خيراتها , ولولا الغرب لما بقى الطغات يحكمون لهذه الفترات الطويلة ولكنهم أمدوهم بكل شئ يعينهم على البقاء , ولم يفكروا ولو للحظة بحقوق الأنسان أو الحريات أو الديمقراطيات وغيرها من المصطلحات الجميلة التي يستخدمونها عند الحاجة والخداع , وعندما تتحترق ورقة طاغية من الطغات يتسارع الغرب ليبدأ بالتغير ويقتل المجرم الرئيس لأنه دكتاتور حقير ويظهرون أنفسهم بأنهم حمات المثل الأنسانية بكل عناوينها البراقة فلولا الغرب لم يحصل التغير وهو صاحب الفضل في حرية الشعوب وهكذا تستمر اللعبة التي يلعبها الأستعمار على الشعوب , فهؤلاء يجب مقاضاتهم على كل الأجرام لأنهم شركاء الأنظمة الدكتاتورية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , وهؤلاء لا يتوقفون بموت دكتاتور او قتله بل يخلقون لكل ظرف من يمثلهم في الحفاظ على مصالحهم , لذا يجب التخلص من سطوتهم بكل الطرق التي يحتاجها التخلص من شباكهم وألاعيبهم , لأنهم مصدر الأرهاب والقتل والأجرام ومفرّخت الأنظمة البوليسية والدكتاتورية , لذا فإذا أرادت شعوبنا العربية الحياة بسلام فعليهم مقاضات الغرب على كل الأجرام الذي أقترف بحق الشعوب العربية من قبل الطغات وحتى يكون رادعاً لكل من يساعد في خلق دكتاتوريات جديدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك