المقالات

لنكن عراقيين مذهبيين


( بقلم : الشيخ هيثم السهلاني )

الفرقُ كبيرُ بين ان نتبع مذاهبنا العقائدية والفقهية في الوصول الى العمل بإحكام الدين الاسلامي وفقَ مذاهبنا الإسلامية التي نأخذ منها المسائل الفقهية من حلال وحرام وذلك في مختلف العبادات والمعاملات ،فلكل مسلم منا مذهبه الذي يتعبد به للوصول لمرضاة الله عزوجل سواءًا كان ذلك المذهب حنفياً او شافعياً او مالكياً او حنبلياً او جعفرياً او اسماعلياً او يزيدي أو اباظياً ,

فكلُ هذه المذاهب لها اتباعها المؤمنين بها والعاملين بظلها في مايتصل بفقهم واصولهم وعقائدهم ، فمادام هؤلاء جميعا ينطقون الشهادتيين فهم مسلمون ، وحتى الذين يؤمنون ان مذهبهم على حق والمذاهب الاخرى على باطل ، فهذا الايمان لايفسد ما يؤمن به الاخرون لان كل انسان حينما يؤمن بهذا الدين او المذهب فهو يعتقد احقيت وصحة هذا الدين وهذا المذهب وإذا اعتبره خلاف ذلك لما أمن به ، ولكن لايعني ذلك اني أكفر من لايؤمن بمذهبي ، ويكفي ان يكون الانسان مسلماً في حال نطقه الشهادتين وعندها يصبح له الحق في اختيار المذهب الذي يراه على حق .

وهذا الذي دعا اليه كل المسلمين من صدر الاسلام الى ساعتنا ، وليس الاعتقاد في هذا خرقاً لديينا الاسلامي العظيم . ولكن الماساة الكبرى حينما نجعل من مذاهبنا وسيلة لنيل المصالح السياسية والاقتصادية وغيرها من مصالح ضيقة، وذلك بأن نجعل من حركتنا بعداً طائفياً مقيتاً يكفر الاخرين ويصدر الفتاوى لقتل المسلمين من اي مذهب كانوا وحجة ذلك وجود الخلافات المذهبية والتاريخية وتسليطها على واقعنا المعاش لكي نتكسب منها أغراضاً سياسيةً بالغاء الآخرين والنيل منهم وسحق وجودهم على كافة الاصعدة والميادين ، فمثل هذا العمل سوف يحقق الضعف لجميع ابناء المذاهب الاسلامية ويجعلهم الخاسرين الوحيدين أمام أعداء الإسلام وأمام الأحزاب والكتل التي تنهج في مناهجها حرب ضروس ضد الدين الاسلامي ، وهم يعتقدون انهم لا يستطيعون القضاء على المسلمين الا بخلق الحروب بينهم لكي يأكل بعضهم بعضا .

فهل يفكر اصحاب العقول الاسلامية النيرة بمأساة هذه الافعال التي يحاولون من خلالها جر المذاهب للتقاتل فيما بينها ، فاذا كانوا يريدون ذلك فان المذاهب منهم براء ، واذا لم يريدوا ذلك فليجلسوا ويبحثوا السبل الكفيلة في انقاذ هذا الوطن العزيز على اهله من السنة والشيعة من العرب والكرد من المسلمين والمسيحيين ومن اكثرية واقلية ، فان العراق عراق الجميع وهو عراق الاديان وهو عراق المذاهب وهو عراق القوميات والاجناس فلا نجعله عراق الطائفية ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك