المقالات

الكل لديه حصانة إلا ...


حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

( الحصانة ) مصطلح بات يسمعه العراقيون كثيرا منذ احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في نيسان 2003 . وهو مصطلح يخص الكثير من المحسوبين على الحكومة العراقية ، وليس فقط الوزراء والنواب او من هو مشمول بالحصانة .فالجيش الامريكي وبعض شركات الحمايات الشخصية لها أيضا حصانة وربما إن هناك ممن تم إعطائهم هذه الحصانة لا يعلم بهم الشعب العراقي . فأصبحت الحصانة حجرا يلوذ به كل من يسمح لنفسه العبث بمقدرات الآخرين . والغريب بالأمر إن أي جهة لا يمكن أن تقوم بأي إجراء رسمي ضد أي شخص يتمتع بهذه الحصانة ، وهو بذلك خط احمر لا يمكن للحكومة وغير الحكومة تجاوزه مهما كانت الظروف ، وبالتالي فان هذا الموضوع بات يشكل مشكلة خطيرة ؟؟ وهي إن هناك جهات او شخصيات تمارس أعمالا غير قانونية وتتستر بذريعة الحصانة . فهناك لقاءات مستمرة بالخفاء تارة وفي العلن أخرى بين الأمريكان وبعض السياسيين العراقيين للضغط على السيد رئيس الوزراء لكي يعطي حصانة للجنود او ( المدربين ) الأمريكان في العراق ممن سيبقون بعد الانسحاب الامريكي المزمع في نهاية هذا العام . إلا أن المالكي يرى أن الأمر خارج اختصاصه ملقيا بالكرة في ملعب البرلمان باعتباره صاحب الاختصاص، ( أي إن الموضوع محسوم ) ونقل عنه في حديث سابق انه قال " نحن كحكومة لا نستطيع إعطاءكم أكثر من حصانة المدربين العراقيين وهي التي تمنع ملاحقة المدرب في الجرائم التي ترتكب داخل المعسكر أما خارجه فيحاسب وفق القانون العراقي"، الأمر الذي تم رفضه من قبل الأميركيان لأنهم يريدون أن تكون الحصانة بالنسبة للمدربين الأمريكان أوسع من ذلك ، فالحصانة الان بالعراق راحت تعطى لكل من هب ودب وربما حتى إن بعض الإرهابيين او من يساندون الجماعات الإرهابية لديهم حصانة . أما المواطن العراقي المسكين الذي هو أكثر المتضررين بهذه المعادلة فالحصانة مرفوعة عنه لأنه وحسب تلك المعادلة لا يستحقها كونه مشروع دائم في خدمة المحصنين من الوزراء والنواب والمسؤولين والقوات الأمريكية ! . فـ( ابن الخايبة ) كما اعتاد العراقيون أن يسموا أنفسهم محروم من كل شيء ، لا امن ولا أمان ولا حصة تموينية ذات مفردات صحية وجيدة ولا تعيينات ولا كهرباء ولا بنية تحتية ولا زراعة ولا صناعة ولا ..؟؟. وأخيرا وليس آخرا ... ولا حصانة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك