المقالات

القمة العربية مَن يغيب عن حضورها..؟


الكاتب / مصطفى سليم

تدور مناقشات عربية لتحديد مصير القمة القادمة للجامعة العربية وإمكانية انعقادها في العراق وحسب ما كان متفقا عليه مسبقا،و على ضوء ما تردد من تقديم دول المجلس التعاون الخليجي طلبا لتأجيلها أو إلغائها على خلفية التصريحات العراقية سواء الشعبية أو الرسمية على أحداث البحرين وموقف العراق منها . منطقتنا التي تعاني كثيرا مشاكل,سياسية منها واقتصادية واجتماعية خاصة في الأشهر الأخيرة بعد الإحداث التي حصلت واجد بان العراق حريص على القمة العربية القادمة لأسباب عديدة تأتي في مقدمتها بان هذه القمة التي لو قدر لها وعقدت في بغداد في موعدها ستخرج العراق من تبعيات الاحتلال الأمريكي الذي ضل هو الحاجز الكبير بين العرب وتعاملهم الايجابي مع العراق من جهة ,ومن جهة ثانية ستكون رسالة ود يرسلها العرب للعراق مفادها:أننا معكم وستكون صفحة جديدة في العلاقات العراقية العربية التي شابها الحذر والجمود في السنوات الماضية . القادة العرب تقع عليهم مسؤولية احتضان العراق بسنته وشيعته وعربه وكرده,لان ترك العراق معاقبا عربيا يعني في ما يعنيه بأنه قد يجد في تركيا وإيران وربما أمريكا ما يسد به الفراغ العربي الذي سيتراكم أكثر فيما لو تم إلغاء القمة العربية التي لم تستعد لها الحكومة العراقية فقط بل استعد لها الشعب العراقي بكل مكوناته وبالتالي فان ثمة خيبة أمل ستصيب الشعب العراقي من جراء هذا الإلغاء أو التأجيل خاصة وان دوافع هذا التصرف ناجمة من اتخاذ موقف شعبي عراقي أملته القيم الإنسانية والرسالات السماوية ولم يكن موقفا سياسيا بقدر ما هو إنساني داعم لنضال الشعوب في حريتها.وهذا الفراغ الذي ربما يتصوره البعض دبلوماسيا فقط بل هو يتعدى ذلك للكثير من مفاصل الحياة العامة في العراق وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي المهم جدا ,خاصة إذا ما عرفنا بأن حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران مثلا اقترب من عشرة مليارات دولار سنويا,وأكثر من ستة مليارات سنويا مع تركيا, مضافا الى ذلك انفتاح العراق على دول أسويه مثل كوريا الجنوبية واليابان عبر شركاتها التي تتهيأ للعمل في العراق في مجالات عده ,مع وجود تحركات عراقية كبيرة صوب الاتحاد الأوربي , كل هذه من شأنها ان تقوض الحاجة العراقية للعرب كشركاء.السبب الثاني الذي يحرص عليه العراق يتمثل بان هذه القمة ستعطيه الشرعية العربية التي افتقدها منذ نيسان 2003 وما زال يفتقدها حتى هذه اللحظة ,وبالتالي فان انعقاد القمة في بغداد كحدث سياسي من شأنه ان ينعكس اقتصاديا على دول المنطقة التي لها مصالح اقتصادية كبيرة في العراق, ومنطق العقل والتعقل يفرض المحافظة على هذه المصالح لا التفريط بها خاصة وان هنالك أكثر من دولة غير عربية قادرة على ان ترسل شركاتها واستثماراتها للعراق كما اشرنا لذلك وشهدناه في جولات التراخيص النفطية والغازية.أما العرب فتقع عليهم مسؤولية كبيرة في احتضان العراق وعدم تركه يبحث عما يحتضنه ويسد الفراغ العربي في هذا البلد الذي يتعطش لعلاقات جديدة وجيدة مع إخوته وجيرانه قائمة على أساس متين وليس واهنا ينقطع برغبات البعض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك