المقالات

غياب الثقة سيقودنا الى المجهول.


بقلم: مصطفى ياسين

مؤشرات مخيبه للآمال تكشف للجميع ان ما تقدم عليه الحكومة في ظل هذه الظروف سوف لن يقترب كثيرا من تطلعات المواطنين فطريق عمل هذه الحكومة لا يوصلها بسهولة الى الأهداف التي يفترض تشكيلها من اجلها والدليل على ذلك أنها لم تتمكن على مدى اشهر من إملاء فراغاتها على الرغم من ان المهمة إعدادية وتمهيدية وليست تنفيذية و تتطلب التخصيص والتصويت واستنفار الإمكانات المشفوعة بالمراقبة والمتابعة والانجاز العالي الدقة والانضباط.في ظروف حساسة كالتي تمر بها البلاد يبدوا الخلاف المحتدم على الكثير من النقاط المهمة لرسم خارطة البلاد بدأت تتسع. المجادلون يدركون جيدا ان التعجيل بتسمية الجان والحديث بالكليات دون الدخول في ابسط التفاصيل لا يحل من تعقيد المشهد بشيء وألا يوصل الأمور الى بر الأمان .فالأولويات الوطنية ينبغي ان تتحول الى مسلمات لا يحسن الجدال أو الخلاف بشأنهما , غير ان ما يخوض فيه المتجادلون منذ اشهر يكشف عن حقائق لا نعتقد جدواها في مرحله يراد لها ان تؤسس لمستقبل يحمل جديدا للمواطنين .في مقدمة هذه الحقائق ,غياب القرار المسؤول والمؤهل لتحقيق التوافق على قضايا مهمة,في مقدمتها قضية ترشيح أشخاص أكفاء لتولي مهام الوزارات وفي مقدمتها الأمنية ,وعندما يغيب القرار المتقدم ويظهر قرار الفيتو والاطرادات المتناقضة الأخرى ,فان ذلك سيكشف عن تجريد القرار من عوامل الإلزام والتنفيذ وإعطاء الإطراف حق الفيتو أو الرفض لم يقتضيه من إجراءات ويتمخض عنه من تعليمات وتوصيات.(الإشكال الذي يحول دون البت بإشغال الحقائب الفارغة يتمثل بصلاحية رئيس الوزراء التي تواجه بالتعارض من قبل الكتل السياسية المعنية بتسمية مرشحيها وتقديمهم أليه للنظر في صلاحيتهم والموافقة على استيزارهم,ولذا فان هذه الكتل لا ترضى بتقييم الرئيس ولا توافق على الطريقة التي يجري فيها التفاضل بين المرشحين وتسمية الأكفاء منهم.)من الواضح ان الإشكالية ناشئة عن غياب الثقة بين الرئيس من جهة والمرؤوسين من جهة أخرى في ظاهرة يمكن ان نرجعها الى أزمة القانون الكفيل بوضع كل من الرئيس والمرؤوس إزاء مهامه وصلاحيته ومعرفة ما ينبغي عليه وعليهم ليتمكن الطرفان من إدارة حكومة لا يمكن إدارتها من غير القبول بسلطة الطرف الأول والإقرار بدون الطرف الثاني.مضى الكثير على تشكيل الحكومة من دون ان ترى الكتل السياسية أية جدوى لقراءات رئيس الوزراء أو الإقرار بتوصياته واستنتاجاته ,ومثل هذا الإخفاق يمكن ان ينسحب على صلاحيات الرئيس في موارد أخرى تتعلق بمشاريع إنمائية وطروحات أصلاحية تتعلق بمصير المواطن وحقوقه، بالاقتصاد أو بالبناء والأعمار أو بتشريعات قانونية وغيرها ,لكن جميع هذه الملفات يمكن ان توضع على رفوف الإهمال ,وممكن ان يجري تعليقها أو تضييعها لأسباب تتصل بإرادات الكتل السياسية ولدوافع ترتبط بنواياها وطريقة تفسيرها لصلاحيات الرئيس،والخوف من مجهول يحدق بالعراق والعراقيين..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك