المقالات

قبل ستة اعوام ...

518 13:11:00 2011-10-16

احمد عبد الرحمن

في مثل يوم امس الاول قبل ستة اعوام، خرج ملايين العراقيين منذ ساعات الصباح الاولى من بيوتهم متوجهين الى مراكز الاقتراع للتصويت على مشروع الدستور الدائم، الذي ساهم بصياغته وكتابته سياسيون وخبراء ومتخصصون يمثلون كل مكونات المجتمع العراقي.غالبية ابناء الشعب العراقي صوتوا قبل ستة اعوام بـ(نعم) لصالح مشروع الدستور، وكانت تلك رسالة بليغة ومعبرة وعميقة في دلالاتها ومعانيها عن توق ولهفة العراقيين لطوي صفحة الدكتاتورية والاستبداد، وفتح صفحة جديدة مختلفة عن سابقتها، ووضع اسس ومرتكزات سليمة وقوية ورصينة للعراق الجديد، والدستور هو المحور وقطب الرحى.كان خروج العراقيين قبل ستة اعوام والتصويت لصالح الدستور قد مثل تحديا كبيرا اثبت شجاعة واقدام وارادة هذا الشعب، في خضم ظروف واوضاع امنية وسياسية خطيرة وحساسة للغاية.لم يكن ذلك الخروج بمثابة نزهة للترويح عن النفس واستنشاق الهواء العليل، بقدر ماكان اشبه بمن تأبط سلاحه وذهب الى ميدان المعركة. ولم تخلو ملحمة التصويت على الدستور من تضحيات جليلة وكبيرة بالدماء والارواح.ولم يكن الدستور في جوهره ومضمونه مثاليا، فقد ولد في ظل ظروف صعبة ومعقدة جدا، ومنذ البداية كان واضحا انه يحتاج الى مراجعات عديدة واعادة نظر في بعض مواده، وهذا ما اتفقت عليه معظم الكتل والقوى السياسية. وما تشكيل لجنة متخصصة بتعديل الدستور انبثقت من مجلس النواب في دورته السابقة الا دليل على وجود الحاجة الملحة لاجراء تعديلات عليه.ان وجود ثغرات وهفوات ومكان ضعف لاتلغي قيمة الانجاز والمكسب الذي تحقق من خلال اقرار الدستور، اذ ان وضع اللبنات الاساسية والرئيسية للنظام الديمقراطي امر لابد منه من اجل الانطلاق والتقدم الى الامام، مع استمرار عمليات الاصلاح والتعديل والتغيير المطلوب، في اطار الدستور ذاته وتحت سقفه.ولعل المؤشر المهم على اهمية الدستور هو ان القوى التي وقفت بوجهه في السابق تحتكم اليه اليوم وتعتبره مرجعا لها وتدعو الاخرين الى الاحتكام اليه، وترفض القفز عليه او تجاوزه.واليوم فأن كل خطوة تتخذ في اطار الدستور ووفق ضوابطه من شأنها تقوية وتعزيز النظام الديمقراطي التعددي في البلاد، وكل تحرك يتقاطع مع الدستور ويصطدم به، لايفضي الى الا اضعاف النظام وتعريضه للخطر، وبالتالي فأن ذلك الخطر ينسحب على الجميع. وهذا ما لايمكن قبوله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك