المقالات

الوجود الأمريكي في العراق والانسحاب المزعوم. محمد علي الدليمي

616 21:07:00 2011-10-15

. محمد علي الدليمي

حسب الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية المبرمة بين الحكومة العراقية من طرف والقوات الأمريكية الموجودة في البلاد من طرف أخر ان تنسحب جميع القوات القتالية والعسكرية من العراق في الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول عام 2011 م والقوات الأمريكية تريد تمديد بقاءها وبذرائع عدة,وهناك تسريبات أعلانية لا يستبعد ان تكون مقصودة، إشارة الى وجود انقسامات بين البيت الأبيض والجيش حول عدد الجنود الذي يبقون هناك , فوزارة الدفاع الأمريكية تريد أبقاء قوات كبيرة وقويه بينما ترغب إدارة الرئيس الأمريكي بإبقاء عدد قليل جدا من الجنود ,بحيث يمكن سحبها بسهولة في المستقبل و ان الرئيس الأمريكي وافق على أبقاء ثلاثة ألاف جندي فقط في العراق لإغراض التدريب بعد نهاية هذا العام ,بينما يحاول عدة جنرالات في الجيش الأمريكي أبقاء نحو 14 إلف الى 12 إلف جندي,وقد اشتكى القادة من ان وجود 3000 جندي كقوة يمكن استعمالها فقط لإغراض تدريب القوات العراقية ,وليس كقوات قتالية أو ان القيام بأي نوع أخر من العمليات ,ونقاش الخبراء حول الوقت الذي يمكن لجيش الولايات المتحدة ان يترك فيه البلاد .ويجادل العديد من الضباط والخبراء بان يكون لديهم حضور كبير وغير محدود في العراق ,بينما تبدوا أدارة الرئيس مصره على خفض عديد القوات وتحديد عملياتها .الجيش الأمريكي والعدد من الخبراء قامو بجهد مشترك لإقناع الطرف العراقي والإعلام في بعض الأحيان( بان أمريكا تحتاج للبقاء في العراق لوقت غير محدود وحججهم الرئيسية في ان العنف سيعود ),وان السياسة ستبقى متوقفة .كما ان القوات الأمريكية تحتاج للحفاظ على السلام على طول المناطق المتنازع عليها .القوات الأمريكية تحتاج أيضا لعمليات مكافحة الإرهاب ضد القاعدة في العراق كما ان العملية السياسية قد سارت بشكل بطيء منذ الانتخابات التي جرت في آذار الماضي .والبلاد ما زالت في طور النمو بالنسبة للعملية الديمقراطية التي أصيبت بعدة مشاكل مؤسساتية مثل الفساد.لكن من جهة أخرى فان هذه الحجج تعاني من عدة مشاكل فمن ناحية النزاع على الأقاليم ,لم تعمل الولايات المتحدة على تخفيف التوترات فالدوريات المشتركة التي أقيمت على طول المناطق المتنازع عليها أبقت الوضع كما هو عليه ثم انسحب الأمريكان من معظم تلك المناطق ,كما ان مستقبل تلك المناطق مرهون بالصفقات السياسية ,وليس بأي وجود عسكري لذا فأن وجودهم المستمر سوف لن يحل القضية أما بالنسبة للساسة العراقيين ,فهم منقسمون بتنافسات طويلة المدى ومهما فعل الأمريكان من اجل كسب العراقيين ,فأنهم لن يكونوا قادرين على حل تلك الخلافات,كما ان هذا يمكن فعله من خلال الجهد الدبلوماسي للسفارة في بغداد.ولا يتطلب ذلك وجودا للجيش كما ان هناك حقيقة سياسية هي ان الحكومة العراقية والأحزاب المشاركة في العملية السياسية ,لا تستطيع أبقاء وجود أمريكي كبير في العراق لان الناس بشكل عام وكذلك العديد من السياسيين لا يريدونهم ان يبقوا وكلما طال بقاؤهم ازداد الاستياء ضدهم ,وهذا ما دعا قادة الكتل السياسية الى الدعوة لإبقاء عدد صغير من القوات لإغراض التدريب .اغلب القتال في العراق في المرحلة القادمة سيكون محددا بتطوره الاقتصادي والسياسي وهذا ما يمكن التأثير عليه بشكل أفضل من قبل السفارة الأمريكية وليس بإبقاء عدد كبير من القوات.(وهذا الاستنتاج جاء بمخططات أمريكية منقولا عن مقالاتهم)..ولكن واقع الحال يقول خلاف ذلك كليا فانا أمريكا تخطط للبقاء أطول مدة لأسباب أخرى،وهي غير خفية بالمرة عن احد، والاطمئنان الى ما ستؤول أليه نتائج التغير في المنطقة التي يهددها ربيع الثورات العربية والصحوات الإسلامية المستمرة،وما يزيد من شهية أمريكا بعد الارتفاع الكبير لأسعار النفط وأزمة الديون الأمريكية والانتكاسة الاقتصادية التي تهدد العالم..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2011-10-16
ادعو الامريكان الى بناء المدارس ,الجامعات ,المستفشيات ,المصانع ,فانكم تكسبون عقول العراقيين وقلوبهم اكثر من حالة وجود الجيوش التي تحمل لكم الكره والنفور والاحتقار من شعب العراق.عاملو العراقيين كما تتعاملون مع الشعب الامريكي,لا تاءتوهم بمسؤؤلين فاسدين على شاكلة بريمر وخليل زاد ونغروبونتي .افضحوا الفاسدين من العراقين , لاتعطوا السلطة لمن يبيع وطنه بالدولار والتومان والدينار الكويتي والريال السعودي والقطري .قووا علاقاتكم باءالوطنيين المخلصين من العراقيين , ساهموا في خلقهم, لاتصنعوا جواسيس وعملا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك