المقالات

للصبر حدود .. فتذكروا !!!


عباس طـــلال

عندما يكون الانسان واعيا لحقوقه قد لايتذمر من شيء .. وفي عقود الزمن الماضي قد لايتذمر مهما كانت سياط جلاده تقسي على ظهره لكنه لايكاد في يوم ما ان يتعلم ويتنبه انه انسان كغيره من الناس له حقوق وعليه واجبات حتى يبدأ بالتذمر وربما يثور ثورة عارمة لا أحد يستطيع حصرها فالوعي لديه حينما يتضاعف يثار مما يثيره الظلم نفسه وتلك بديهيات ادركناها من زمن ليس ببعيد ' فقد ترسخت فينا قيم الوفاء والايمان بان العراق سيظل عزيزا بشعبه واهله حرا بسيادته وكبيرا بكبريائه وانه مهما قسى عليه الزمان لن يكون سهل المنال بل سيبقى عصيا على من يريد ابتلاعه .وحسبنا من التاريخ ان نعود الى ثورة العشرين وماجسده ابائنا واجدادنا من ملاحم وبطولات وما لاقاه الاحتلال البريطاني على يد العراقيين عندما تصدوا لهم في كل معبر وصوب بالفالة والمكوار , ويذكر ان حادثة مازال يتذكرها كبار السن من العراقيين وسمعتها الاجيال ان احدا من ابناء محافظة ميسان حينما طعن بريطانيا بفالته وهرب الاخير في احدى الاهوار بجنوب العراق صاح عليه ( رد فالتنه وشلك بيها .. مشكول الذمة عالفالة ) هكذا كانت معنويات من قاتل الاحتلال البريطاني .. وهكذا تلقى الاحتلال دروسا مازالت الاكاديميات البريطانية تدرسها لطلابها حتى وقتنا الحاضر .فاذا مضت العقود تجر ورائها الاعوام لقينا انفسنا وجها لوجه مع الاحتلال الامريكي الذي طش على رؤوسنا شعاراته البراقة ووعوده الكاذبه فاذا به غير مبال لمشاعر العراقيين ولايقيم لهم وزنا ولردود افعالهم.ان البعض من الذين مازالوا يفكرون بأن الاحتلال الامريكي كان له الدور الرئيس في ازاحة نظام صدام الذي جثم على صدورهم عقود من الزمن , ونحن لسنا بصدد من الذي جاء بهذا النظام الى الحكم ومن الذي ابقاه , اقول ان هذا الامر قد ذاب في خضم المعاناة التي يعانيها ابناء شعبنا المظلوم جراء ما ارتكبه هذا الاحتلال البغيض من جرائم بشعة طيلة السنوات التي اعقبت سقوط نظام صدام وما خلفته عقليته المتخلفة من اثار سيئة , فالمواطن مازال يرزح وسط احزمة الموت والمفخخات والقتل الذي طال امده ومازال مسحوقا بين فكي ما يحدث من نقيض حياته اليومية التي تتخللها البطالة وشبح العوز القاتل وانقطاع الكهرباء وانخفاض مستوى معيشته الى غير ذلك والتي كان الاحتلال سببا رئيسيا في نموها وعاملا اساسيا في حرمانه من ابسط تلك المقومات التي يمكن ان تمنحه التواصل مع الحياة بشكل عادي , هذه الامور لاشك انها وضعت الاحتلال الامريكي في موقف لايحسد عليه وربما يجد صعوبة بكيفية التخلص منها .بعد كل ما رأيناه اود ان اصرخ في اذان المحتل بأن العراقيين عندما القوا اسلحتهم عند احتلال بغداد لم يفعلوا ذلك خوفا .. ولا جبنا .. بل رغبة منهم في الخلاص من نظام لايحترم الانسان ولم يوفر لهم حياة كريمة , ومن المعروف ان الاحتلال بكل اشكاله لابد وان يلاقي مالم يتوقعه من مقاومة تجتث كل بذوره وتصفعه موجات من الغضب العارم بسبب ما ارتكبه او يرتكبه من جرائم بحق الشعب , لذلك ان قضية رفض الاحتلال بكل اشكاله حالة بديهية غير قابلة للشك والنقاش فيها ولايمكن تجاوزها او الميل عنها , ومن المعلوم ان النتائج لايمكن السيطرة عليها مالم تكن المعادلة صحيحة برفض كل مايروم ويخطط له الاحتلال من اجل البقاء , واعتقد اذا ما استمر حاله في المراوغة او كما هو عليه او اسوأ وهذا ما لايتمناه احدا فهناك حقيقة لابد ان يعرفها , هذه الحقيقة تقول ان العراقيين لحمهم مر لايستساغ وللصبر حدود .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-10-15
لمن تقول هذا الكلام؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك