المقالات

اعطني بيتا اسكنه .. ودعني اركب حمارا


عبد الكريم ابراهيم

في مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، بدأ يُطرح الى الواجهة مشروع ( مترو بغداد ) الذي يعول له نقل العاصمة الى مطاف الدول المتقدمة ،وبين فترة واخرى يعرض التلفزيون الحكومي في وقتها خرائط وتصاميم المشروع المقترح ،وقائمة اسماء الشركات التي ستقوم بتنفيذه . بعد ذلك اختفت اوراق المشروع في زحمة الصرعات الخارجية وجنون الحروب التي ابتلي بها العراق ، ليعاود الظهور بقوة قبل سنوات قليلة ، لكن هذه المرة بشكل مختلف ، حيث تم تحديد مسار خطوط ( المترو ) ومحطات الانطلاق والتوقف فضلا عن الشركة التي يقع عليها اعداد تصاميم هذا المشروع العملاق المؤمل منه حلّ ازمة النقل والاختناقات المروية التي تعاني منها العاصمة بغداد . المشروع بحد ذاته امنية يحلم بها البغداديون منذ عقود طويلة ، يجعل من مدينتهم واجهة حضارية وينتشلها من سنوات الاهمال والضياع المتعاقبة . في المقابل يرد بعض الذين اكتووا بنار ازمة السكن : ان من الافضل للحكومة في هذا الوقت التفكير في حل اخطر عقدة تواجه العراقيين الا وهي ايجاد مكان ملائم للسكن كما نص الدستور العراقي في احدى بنوده . بعض المعترضين على مثل هذه المشاريع يعللون اعتراضهم ان مجرد التفكير في طرح ( مترو بغداد ) هو نوع من الترف الاجتماعي الذي لم نصل له بعد في ظل وجود ازمات بل كوارث كالقنابل الموقوتة لاتعرف متى تنفجر ،وعلاج مثل هذه المشكلات اولى من مسائلة النقل . ربما يكون الحق مع هؤلاء - في الوقت الحالي على اقل تقدير- لان العراق بحاجة الى الانتقال في حلّ المشكلات المستعصية من الاكثر اهمية حتى نصل الى الادنى . التفكير التدريجي في معالجة القضايا المصيرية واضفاء سمة العقلانية عليها هي التي يجب ان تسود خططنا الفكرية ؛لان القفز وطرح مشاريع جديدة لايمكن ان يفهم الا انه نوع من ترحيل للمشكلة ، او بالاحرى الهرب منها الى اخرى ،وعدم مواجهتها . بعد ان نتخطى مشكلات السكن وطفح المجاري ومدارس الطين والبطالة وجيش الارامل الذي يبحث عن معين ، عندها يحق لنا ان نحلم باشياء جميلة كـ(مترو بغداد ) و (عشرة في عشرة ) وهذا الحلم الاخير اصيب بداء الخرس بعد ان حول ( الشط الى مركه والكصب خواشيك ) .اليوم اهم شيء يفكر فيه العراقي هو السكن بعد ان انشطرت اغلب البيوت الى انصاف وارباع قطع ،ولم تستطع حتى قروض الاسكان حل المشكلة ، بل ان طرح مثل هذه الحلول في الوقت الراهن سيزيد من مرارة الواقع العراقي . هذه المشكلة لاتعالج بضخ الاموال في ظل غياب اهم عنصر يمكن الاستناد اليه وهو قطعة الارض . الحل ياتي من خلال تخصيص الاراضي لشرائح معينة ولاسيما في المحافظات لفك الاختناق السكاني الحاصل في العاصمة ،وقطع دابر الروتين الذي يأكل كل منجز يلوح في الافق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي1
2011-10-15
العراق اغلب اراضيه فارغه صحراء طويله عريضه ويمكن لهذه المساحات الارضيه الفارغه ان تسكن فيها مئات الملايين من البشر لكن لاحياة لمن تنادي -حكومه بخيله جبانه وضعيفه وشعب اغلبه نائم اسعار الاراضي والبيوت في العراق خياليه قياسا الارقى دول العالم كان من المفروض وعلى كثرة اراضي العراق الفارغه بلد صحراوي ان تكون اسعار الاراضي والبيوت ارخص من كل دول الجوار وغيرها لان العراق الخدمات فيها يقارب الصفر على الهاويه بينما ترى في بلدان فيها الخدمات اكثر من 90% واسعار البيوت والاراضي فيها هي ربع اسعار العراق
الدكتور شريف العراقي
2011-10-15
على الحكومة توفير مواد البناء باسعار رخيصة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك