المقالات

طريق ذات الشوكة

1028 09:37:00 2011-10-14

الكاتب ..عمران الواسطي

قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) صدق الله العظيمان التكلم عن مثل هؤلاء الرجال ، هو التكلم عن طريق ذات الشوكة الذي يتعهد على كل من يسير فيه أن يكون متهيئا لما يصيبه في كل لحظة ، ويضع الموت بكل أشكاله وخصوصا ( الغادر ) منه نصب عينيه . وتاريخ العراق يشهد على إن الكثيرين من الأفذاذ والقادة والعلماء والمراجع ووكلاء ومعتمدي المراجع قد قضوا نحبهم في هذا الطريق وبشكل متعاقب وبشتى أنواع القتل . فالكثير من المؤمنين كان الموت بانتظارهم على يد النظام البائد وجلاوزته في السجون والمعتقلات ، كما حدث لسماحة السيد محمد باقر الصدر ( قدس ) وعشرات الآلاف غيره عندما رفض الانصياع لأوامر الطغاة، وتارة أخرى يكون بالغدر بواسطة الصفقات والاتفاقات على تصفية شخصية دينية او علمية معينة حتى لو كانت تلك الشخصية خارج العراق كما هو الحال في السيد محمد مهدي الحكيم ( قدس ) وغيره الكثيرون من العقول العراقية . ومرة ثالثة يكون القتل بواسطة الجلاوزة البعثيين الذين كانوا لا يتوانون في تقديم وإظهار ولائهم للنظام البائد خوفا وطمعا ، فكانوا هم يد ذلك النظام التي يبطش بها من خلال قيامهم بقتل العلماء والمراجع بشكل يندى له جبين الإنسانية كما حدث في قتل المرجع الشيخ مرتضى البروجردي والشيخ علي الغروي ( رضوان اله عليهما ) وغيرهم من فضلاء وعلماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف .ويستمر مسلسل الغدر ويطول طريق ذات الشوكة ليصل إلى سماحة السيد محمد صادق الصدر عندما تم اغتياله بطريقة مفبركة ومدروسة هو ونجليه ( قدس ) . ومرة رابعة يكون القتل على أيادي خفية وغير معلومة التوجهات ، أيادي إرهابية لا تريد لهذا البلد الخير وسعت منذ سقوط الطاغية إلى رصد الأموال والإمكانيات في سبيل ضرب الشخصية العراقية بكل أشكالها وعلى رأسها علماء ومراجع الدين ، بحيث شهد العراق موجة كبيرة لتصفية العلماء والعقول العراقية في مختلف الاختصاصات والعلوم ، . ولكن أكثر ما يميز تلك الجرائم النكراء هو اختيارهم لعلماء الدين والسعي ورائهم بدون كلل او ملل . فذهب ضحية تلك الأعمال الإرهابية الجبانة والمدبرة عددا ليس بالقليل من القادة والعلماء والمجتهدين هذه الأعمال التي كان رأسها تنفيذ المؤامرة الدنية التي طالت سماحة السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) والثلة المؤمنة التي كانت تصلي في حرم الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهكذا يستمر هذا الطريق ومعه يستمر مسلسل الاغتيالات والقتل وها نحن نشيع عالما أخرا ومعتمدا من معتمدي المرجعية العليا وهو الشيخ ( مهند المعمار ) رحمه الله تعالى ، الذي طالته أيادي الغدر والخيانة بعد تأديته لصلاتي المغرب والعشاء في احد مساجد مدينة كربلاء المقدسة ليلتحق بركب الشهداء الإحياء .اعتقد إن مثل هذه الأعمال الإجرامية الجبانة وغيرها من الأفعال الشنيعة التي لا تمت لا للدين ولا للإنسانية بصلة سوف لن تفت من عزم الشعب العراقي بل ستكون حافزا ومنطلقا لتقديم قوافل أخرى من الشهداء في سبيل نصرة الحق وإعلاء كلمته . قال تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تبديلا ) صدق الله العظيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-10-15
ان شهداء المقال هم فعلا رموز يقتدى بها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك