المقالات

قانون المحكمة الاتحادية العليا ... أسباب عدم التوافق


د . عبد الهادي الحكيم عضو اللجنة النيابية العليا المكلفة بتذليل العقبات أمام تشريع القانون

رغم توالي عقد الاجتماعات في الآونة الأخيرة بين رؤساء الكتل السياسية في مجلس النواب العراقي وممثليهم لمناقشة قانون المحكمة الإتحادية العليا على أمل أن تنهي اللجنة العليا خلافاتها وتصل الى صيغة تسمح بتمرير القانون قبل بداية العطلة التشريعية الحالية ، فإن خلافات جوهرية بين زعماء الكتل السياسية حالت دون ذلك.

ففي حين يصر التحالف الوطني على أن يعطي للمتخصصين من أعضاء المحكمة الإتحادية العليا (القضاة ، خبراء الفقه الإسلامي، فقهاء القانون ) الذين نصت المادة (62) من الدستورعلى تشكيل المحكمة منهم بقولها : " تتكون المحكمة الاتحادية العليا، من عددٍ من القضاة ، وخبراء في الفقه الإسلامي، وفقهاء القانون".

أقول ففي حين يصر (التحالف الوطني) على أن يعطي للمتخصصين الدور الأساس في ممارسة تخصصهم داخل المحكمة ، ويعد تلك أولوية قصوى لا يرضى بدونها عملا بالدستور- حتى يحول (خبراء الفقه الإسلامي) دون (تشريع) القوانين المخالفة لثوابت أحكام الإسلام ، تطبيقا لمنطوق (المادة الثانية / أولا / أ ) من الدستور التي نصت على ما يأتي : " لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام " وكذلك يفعل (فقهاء القانون) و(القضاة ) - يرى (ائتلاف القوى الكوردستانية) و(العراقية ) خلاف ذلك ، ويتشدد الإخوة في (ائتلاف القوى الكوردستانية) على رفض ذلك ، بل ويساورهم الخوف والقلق منه ، وهو ما يستغربه (التحالف الوطني) لأنه من أساسيات الدستور الذي صوتت عليه الملايين .

وليست هذه نقطة الخلاف الوحيدة ، فهناك نقطة خلاف جوهرية أخرى : إحداها حول صحة انعقاد المحكمة ، ففي حين يذهب البعض الى أن " لايكون انعقاد المحكمة صحيحا إلاّ بحضور أعضاء المحكمة كافة " يرى التحالف الوطني أن معنى ذلك أن لا تصدر المحكمة قرارا أبدا ، فإذا ما خالفت مناقشته في المحكمة هوى كتلة ما من الكتل التي لها وجود في المحكمة ، عندها يتغيب أحد أعضائها يوم مناقشته فلا يكون انعقاد المحكمة صحيحا وبذلك تتعطل أعمال المحكمة.

وهناك خلاف حول عدد أعضاء المحكمة وغير ذلك.

لقد أدى عدم الاتفاق على هذه النقاط وغيرها الى سحب فقرة التصويت على قانون المحكمة الإتحادية العليا من جدول أعمال جلستي مجلس النواب ليومي السبت والأثنين الماضيين 8 و 10 / 10 /2011م لحين اتفاق قادة الكتل على القانون لاحقا.

د عبد الهادي الحكيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك