المقالات

فاقد الشيء لا يعطيه


بقلم .. رضا السيد

من الغريب جدا أن نسمع او نشهد ، إن من لا يملك شيئا معينا يمكن أن يعطي ذلك الشيء لغيره .؟ إذ إن ذلك ضرب من الخيال ، لان من يملك خاصية الحرارة لا يمكن أن يعطي خاصية البرودة ، والأمر في ذلك سيان بالنسبة لكل من يفقد خاصية ، هذا بالنسبة للخواص والأشياء ، فما بالك بالدول والحكومات . ففي خبر مضحك للغاية مفاده إن العراق يعرض تجربته السياسية على ليبيا في بناء الدولة ..؟؟؟ كما فعل العراقيون . فبعد أن زار السيد ( محمود جبريل ) رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي العراق وتعرفه على ما تحقق خلال الفترة التي تلت سقوط النظام البائد ، اقترح بعض المهتمين بشؤون ( ليبيا والعراق ) أن يتم استنساخ التجربة العراقية على الوضع الليبي ليتسنى للشعب الليبي الشقيق ممارسة نفس المعاناة التي عاناها الشعب العراقي على مدار أكثر من ثماني سنوات .؟! ومن ضمن ما طرح خلال اللقاء إن العراق على استعداد كامل لدعم التجربة الليبية بكل ما يستطيع خصوصاً خلال الفترة الانتقالية . وأن بغداد مستعدة لتقديم كل ما اكتسبته من خبرة في مجال إعادة بناء مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات وكتابة الدستور وبناء القوات المسلحة . كما إن العراق لديه خبرة واسعة باعتباره كان الأول في حركة التغيير التي تعم دول المنطقة ، وبذلك يكون مرجعاً مهماً لحكومات الدول التي تطاولها رياح الربيع العربي ، ومن هنا جاءت زيارة السيد محمود جبريل لبغداد . اعتقد ربما إن الأمر مبالغ فيه بعض الشيء ، وإلا أي تجربة يمكن أن يصدرها العراق إلى ليبيا او غير ليبيا ، وهل نجح العراق فعلا بتجربته خلال هذه المرحلة . أما كان الأجدر بالسيد (جبريل ) أن يستنسخ تجربة احد البلدان الغربية او ربما يبتكر تجربته بنفسه تلاءم وضعه في ليبيا . فالعراق الان بحاجة إلى من يعينه لا أن يطلب منه المعونة ، ففاقد الشيء لا يعطيه . ولكن لو تمعنا جيدا بمضمون الزيارة لوجدناها خطوة بالاتجاه الصحيح بين البلدين الشقيقين لإعادة ما كسرته أيادي الدكتاتورية وسراق الشعب وهي فرصة كذلك لتجاوز العقبات وإعادة العلاقات السياسية بين البلدين . ولكن ما يقال عن تطبيق التجربة العراقية في ليبيا لا يمكن أن يتوقعه احد ، وكما يقول المثل المصري ( جيتك يا عبد المعين تعينني وجتك يا عبد المعين عايز تنعان ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك