المقالات

لا نجاح إلا بإتباع التوجيهات


الكاتب ..عمران الواسطي

كثيرة هي التوجيهات التي صدرت عن المرجعية العليا في النجف الاشرف بخصوص العملية السياسية بالعراق ، وكيفية تطويرها وتفعيلها بالشكل الذي يخدم مصلحة البلد والمواطن . ولكن الساسة العراقيون لم ينفذوا هذه التوجيهات للأسف الشديد ، ولم يجعلوا منها مرتكزا لتقوية دعائم الدولة العراقية ، بل صار كل حزب بما لديهم فرحون . إلا القليل ممن التزم بهذه التوجيهات ووضعها نصب عينيه واعتبرها منهاجا صحيحا في كيفية إدارة العمل . فالساسة العراقيون لم يستفيدوا من بيانات وتوجيهات المراجع العظام ( أعلى الله مقامهم ) بالقدر الذي استفادوا من مناصبهم في تطوير علاقاتهم وزيادة مدخولاتهم . وها هم الان أمام مشكلة كبيرة ومعقدة ، وهذه المشكلة يكمن حلها في الالتزام بتوجيهات المرجعية . فها هم السياسيون الان يسعون إلى رضا المرجعية ويحاولون التودد والتوسط في سبيل إيجاد فرصة للالتقاء بالمرجعية العليا ، ولكن وكما هو معروف فقد أعلنت المرجعية العليا ومن خلال وكلائها ومكاتبها امتناعها عن استقبال السياسيين العراقيين حتى يفوا بالتزاماتهم التي قطعوها تجاه الشعب العراقي . وقد قال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي إمام جمعة كربلاء خلال صلاة الجمعة في الروضة الحسينية المقدسة إن الملفات والقطاعات المهمة التي ينبغي للمسؤولين والحكومة العراقية ومجلس النواب الالتفات إليها والعمل على تطوير حالها بذلك حال القطاعات في بقية الدول ، كالقطاع الصناعي والزراعي والسياحي من اجل تحقيق مجموعة من الآثار المهمة للبلد تكمن بإتباع يلي: 1- رفد الموازنة العامة للبلد بروافد متعددة لتمويلها وحتى لا تعتمد على رافد واحد ( كالبترول للدول المنتجة له ) وحتى لا تكون أسيرة لبعض الدول التي تتحكم بذلك القطاع .. وبالتالي زيادة الدخل العام. 2- تشغيل الكثير من الأيدي العاطلة عن العمل وبالتالي امتصاص البطالة . 3- الحفاظ والإبقاء لرؤوس الأموال وتشغيلها داخل البلد بدلا ً من هجرتها إلى دول أخرى . 4- الحفاظ على استقلالية البلد وعدم رهنه بدول أخرى . 5- تشغيل العقول والكفاءات العلمية والفنيين والحرفيين بدلا ً من هربها إلى خارج البلد. وأضاف سماحة الشيخ الكربلائي إنه من المعلوم إن العراق يمتلك الكثير من المصانع والمنشآت الصناعية الحكومية والخاصة وقد تعطّل الكثير منها .. ومن هنا وبملاحظة الأسباب المذكورة أعلاه، فإننا بحاجة إلى الاهتمام بالملف الصناعي من خلال وضع سياسة اقتصادية ومنهج ورؤى علمية يضعها متخصصون في الصناعة والاقتصاد من اجل إنعاش الجانب الصناعي .. ولذلك نقطف ثمار الكثير من التأثيرات والمردودات الايجابية منها: 1- رفد الموازنة العامة بروافد أخرى غير رافد البترول الذي يتذبذب بين الحين والآخر ويؤدي إلى إرباك الموازنة المالية والخطط الموضوعة للمشاريع والنشاطات والخدمات المهمة. 2- امتصاص البطالة من خلال تشغيل الأيدي العاطلة .. بل أيضا معالجة البطالة المقنعة حيث يوجد الآن عشرات الآلاف من منتسبي هذه المنشآت والمعامل الحيوية يقبضون رواتب ولا عمل لهم .. ولا ذنب لهم - أيضا - في تعطيل طاقاتهم وقدراتهم وكفاءاتهم بل لتردي الوضع الصناعي للبلد نتج عنه هذه البطالة المقنعة. 3- الحفاظ على رؤوس الأموال والعقول والكفاءات العراقية بدلا ً من هجرتها إلى خارج العراق. 4- تخليص البلد من أن يرهن لدى الدول الأخرى بسبب اعتماده على الصناعات الأجنبية .. بل وجدنا إن العراق أصبح سوقاً رائجة لأصحاب المصانع والشركات الأجنبية التي تريد أن تسوّق بضاعتها الرديئة والفاسدة. 5- وضع قوانين وتشريعات ومنح قروض تشجّع على تنمية الصناعة المحلية الحكومية والخاصة. وهكذا يستمر وكلاء المرجعية العليا بنقل التوجيهات والبيانات التي تتبناها المرجعية في سبيل إنقاذ البلاد والعباد من المشاكل والأزمات التي تمر به ، والتي كان المسبب الأول لها هم السياسيين بسبب عدم توصلهم إلى توافقات وتفاهمات من شانها تحقيق التوازن السياسي وفك الاختناقات والتشنجات السياسية خدمة للمصلحة الوطنية . وعليه فان النجاح في العراق بالنسبة للحكومة والسياسيين لن يكون مضمونا إلا بإتباع توجيهات المرجعية العليا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك