المقالات

اين نظريتنا الأمنية ؟


حافظ آل بشارة

نتحدث كثيرا حول انسحاب القوات الأمريكية ، ونجهل ان ازمتنا الحقيقية هي فقدان او اهمال النظرية الأمنية العراقية ، الحكومة اعطت رأيها مبكرا حول ما بعد الانسحاب وقالت جملة مهمة : (نضمن الأمن الداخلي ولا نضمن الأمن الخارجي) والشطر الثاني من الجملة يرعب الخبراء الاستراتيجيين ، الأمن الخارجي يتطلب وجود نظرية مبنية على اعتبارات داخلية وخارجية اقليمية وعالمية ودراسة البيئة العسكرية والسياسية من حول العراق ، النظرية الأمنية لأي بلد هي مزيج من عناصر عسكرية وسياسية واقتصادية وثقل سكاني ومساحة وموقع بحري وبري ، يجب اولا تقديم قراءة صحيحة للوضع الاقليمي وتحولاته ، الربيع العربي يعيد رسم الخارطة السياسية من حول العراق ويدفع بمتغيرات جديدة ، في البداية كان العراق محاطا بدول متناقضة ستراتيجيا ، جيرانه ليس دولا بسيطة بل هي امم ، وأقول امم ، لانها راديكاليات كل منها لا ترضى ان تكون مجرد بلد واحد بل تريد ان تشكل اقليمها ومجالها الحيوي وتؤسس معسكرها ، ايران والسعودية وتركيا واسرائيل أمم من هذا النوع وكل من يرسم خارطته المفترضة من الامبراطوريات الاربع يقوم بتلوين البلدان نفسها كمجال حيوي له ، لكن الشرق الاوسط ضيق ولا يكفي لصراع ثلاث أو اربع حضارات متناقضة ، وهكذا تكتمل مكونات القنبلة الاقليمية الباحثة عن صاعق تفجير ، لفت نظر المراقبين قول تسرب من الرئيس السوري بشار الاسد أخيرا وهو يهدد باشعال الشرق الاوسط في ست ساعات اذا تعرض لضربة اجنبية لاسقاطه ، يهدد بالاستيلاء على هضبة الجولان بقفزة واحدة للجيش السوري يرافقه محوران للمشاغلة اولها هجوم صاروخي لحزب الله على نقاط اسرائيلية وثانيهما هجوم ايراني مفترض في الخليج على بوارج ومواقع امريكية ، تركيا لن تقف مكتوفة اليدين ومصالحها في كل الاحوال ليس مع اسرائيل بل مع مجالها الحيوي الاسلامي الشرق اوسطي ، وهي قادرة على الغاء محطات التنصت الاسرائيلية التي نصبت في الاناضول للتجسس على ايران وقادرة على اغلاق موقع الدرع الصاروخي الامريكي في شرقها المعد لتوجيه ضربة استباقية الى ايران الموقف التركي يتحدى النفوذ الامريكي في المنطقة ويحظى بترحيب صامت من اوربا لاسباب معروفة ، هذا السيناريو الافتراضي ربما يقود الى حرب بحرية بين اسرائيل وتركيا عبر المتوسط لعدم وجود حدود برية بين البلدين ، تركيا متفوقة بحريا وهي صاحبة ثاني اقوى اسطول بحري في المتوسط بعد فرنسا ... هذا الجزء الاول من انفجار القنبلة الشرق اوسطية والتداعيات مجهولة ، اين مكان العراق في هذا الانفجار ، قد يتحول الى ساحة لحروب الآخرين ، قد يكون طرفا صاحب قرار في هذا النزاع ، قد يتمسك بالحياد فيغلق ارضه وسماءه امام الآخرين ، وحتى اذا خاطبه المسلمون بلغة التكليف فعذره (ليس على الاعرج حرج) ولكن الاعرج في لغة الامن الاستراتيجي ليس ضعيف الجيش بل هو ذلك الذي يعيش بدون نظرية امنية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك