المقالات

وزارة التجارة ( هواءٌ في شبك )


سعد البصري

لم تشهد البطاقة التموينية العراقية خلال فترة ما بعد السقوط في 2003 أي نوع من التحسن في مفرداتها ، بل بالعكس فأن المفردات التموينية راحت تتضاءل يوما بعد أخر حتى وصلت إلى ( 4 او 3 ) مفردات ؟؟! وهي تفتقر دوما إلى النوعية الجيدة وتمتاز بالمناشئ الغير معروفة . وليس هذا فقط بل إن جميع مفردات الحصة التموينية تخضع للاستبدال بمجرد دخولها إلى العراق بواسطة صفقات ومساومات يقوم بها بعض المسؤولين والإداريين في وزارة التجارة مع بعض التجار المنتفعين بمواد أخرى أكثر رداءة ولا تصل للحد الأدنى من المواصفات النوعية القياسية العالمية . وهذا كله يمر من خلال الأوراق والملفات الحكومية الخاصة بوزارة التجارة التي باتت من أكثر وزارات العراق فسادا إداريا وماليا . والمتضرر الوحيد دائما هو المواطن العراقي الذي لم تجدي التظاهرات التي خرج بها نفعا لان حجم الفساد والمفسدين اكبر . واليك سيدي القارئ الكريم بعضا مما يدور في أروقة وزارة التجارة من فساد وإهمال كبيرين يكلف الميزانية العامة للبلاد خسائر كبيرة يكون تأثيرها المباشر على المشهد العراقي برمته : 1ـ عدم توفير البيانات الدقيقة التي يمكن من خلالها تحديد مقدار العجز النقدي في موازنة التجارة للسنوات (2006، 2007، 2008 ، 2009) اظهر أن مقدار العجز (2628086) تريليون دينار في حين أن مجموع المستحقات بذمة الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية بلغ (1654298) تريليون دينار وقد بلغ الفرق بين مقدار العجز بموجب كشف الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية ومجموع مبالغ المعاملات الخاصة بمستحقات المجهزين وأمانات الضريبة بمقدار (973788) مليار دينار في حين كانت الوزارة قد بينت حاجتها الماسة لتأمين مستحقات التجار موردي المواد الغذائية من القطاع الخاص التي تجاوزت الحنطة والشعير للموسم الحالي البالغ (233) مليون دولار (والمبالغ التي تستحق بذمة الوزارة لمسوقي الشلب المقدرة بـ (350) مليون دولار، علما أن وزارة التجارة تمكنت من تأمين قرض مقداره (250) مليار دينار للشركة العامة لتجارة الحبوب لتسديد العجز في مستحقات مسوقي المحاصيل الزراعية المحلية دون بيان ما تم صرفه فعلا من هذا القرض ولم يجر تزويد ديوان الرقابة المالية بالعجز الخاص بالشركة المذكورة. (2) قيام وزارة التجارة بصرف المستحقات إلى المجهزين عن المواد التالفة غير الصالحة للاستهلاك البشري مجموع مبالغها (15091717) مليون دولار و (421419) ألف يورو.(3) قيام الوزارة بشراء كميات من مادتي الزيت والدهن الصلب في سنة 2008 تزيد عن الحاجة للسنة المذكورة بمقدار (813178) طنا بسعر (2400) دولار للطن الواحد بالنسبة لمادة الزيت، في حين أن سعر المادة سنة 2009 (1335) دولارا للطن، الأمر الذي ألحق ضررا كبيرا بالمال العام من جراء سوء الإدارة والخزن وعدم استخدام التخصيصات المرصدة لمفردات البطاقة بشكل متوازن. (4) وجود كميات من الزيوت النباتية الواصلة إلى ميناء أم قصر خلال الأشهر (آذار، مايس، حزيران، تموز) لسنة 2009 مجموعها (30549) طنا، التي يبلغ نهاية صلاحيتها للاستهلاك البشري لغاية 2010 متوقف استلامها من قبل الشركة بأمر وزير التجارة بتاريخ 2/12/2008، على الرغم من قيام الشركة بإطلاق (90%) من أقيام الشحنات الواصلة إلى الميناء والبالغ مجموع مبالغها (51482541) مليون دولار.(5) تعرض كميات كبيرة من مفردات البطاقة التموينية للفقدان والتلف من قبل الشركات الناقلة بلغ مجموع أقيامها (107) مليارات دينار تعود للشركة العامة لتجارة المواد الغذائية و (30) مليار دينار تعود للشركة العامة لتجارة الحبوب . فما تقوم به وزارة التجارة من خلال ما ذكرنا لا يمكن أن يخدم مصلحة الوطن والمواطن بل هو تلاعب وإهمال مقصود وواضح وأمام العيان ( الحكومة العراقية ) . ولا ادري لماذا لا تقوم الجهات المختصة والمسؤولة بإيقاف هذه التجاوزات ومحاسبة المقصرين حتى يتم تقليل حجم الخسائر في الميزانية العامة . والاهم من ذلك القضاء على التلاعب بحياة المواطن العراقي من خلال إدخال المواد الغير صالحة والمنتهية الصلاحية وتوزيعها ضمن مفردات البطاقة التموينية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك