المقالات

اندلعت الحرب الكلامية الثالثة عام 2011م


باقر عبدالرزاق السعداوي

اندلعت الحرب الكلامية الثالثة عام 2011 لخمس ليال مضت من شهر تشرين الأول بعد اجتماع قادة العراق الجديد في منزل رئيس الجمهورية، وببدو أن كاتب سيناريو المسلسل الكارتوني الشهير عدنان ولينا قد اخطأ في مقدمة المسلسل عندما يقول( اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام 2008 وحل الدمار في العالم) . لا نستطيع تحديد اليوم الذي اندلعت به الحرب الكلامية الأولى في العراق ولكن نعلم أنها بدأت قبل تشريع قانون الانتخابات التي أعشناها قبل عامين حيث اخذ الشد والتماسك والتجاذب والتنافر بين المكونات السياسية حول طبيعة القائمة المفتوحة والمغلقة لتتراشق الألسن بزعم انه يجب أن تكون الأسماء مفتوحة حتى يختار الشعب الشخصيات التي يعرفها لتزيد له من حجم صمونة الخبز!! ويرى الناخب الصالح من الطالح وانتهت الحرب الكلامية الأولى بقبول القائمة المفتوحة وامتلأت الجدران بالصور واللافتات والشعارات وملخصها جميعا سوف نجعل( الهور مرق والقصب ملاعيق) حتى أن الصين قدمت احتجاج إلى مجلس الأمن بطلب فرض عقوبات على العراق بحجة (جدران الدمار الشامل) على غرار حجة أسلحة الدمار الشامل ! وذهب الناخب يلوح بأصبعه البنفسجي! وكانت خسائر هذه الحرب الكلامية الباردة وبدون إحصائية دقيقة!! أكثر من مائة سيارة مفخخة وآلاف العبوات الناسفة لتمتلئ الثلاجات بالشهداء وتغص المستشفيات بالجرحى كل هذا وخصوم هذه الحرب الكلامية لم تستخدم أي سلاح ثقيل، وبعد أن نسي العراقيون أثار هذه الحرب اندلعت الحرب الكلامية الثانية بعد إعلان نتائج الانتخابات مباشرة وسببها عدم التفسير الواضح في فقرة الدستور لمن رئاسة الحكومة للكتلة الأكبر أم القائمة الأكبر وعاد التراشق بالأفواه طبعا ولتزداد أرباح القنوات الفضائية من جني ثمار الإعلانات التي تتخلل اللقاءات التلفزيونية بين المتجادلين ، وعاد الجذب والتنافر من جديد ليطلب البعض اللجوء إلى الأمم المتحدة (التي لم تصدر يوما قرارا بصالح الوطن) أو المحكمة الدولية أو الروضة العربية(عفوا الجامعة العربة) قبل أن تغرق، وما أن حسمتها المحكمة الاتحادية لصالح الكتلة الأكبر، ولكن لم تهدأ الحرب بل زادت وتيرتها أما خسائرها فقد فاقت خسائر الحرب الكلامية الأولى بالطبع لدخول دول الجوار على الخط مباشرة ، كل هذا ورغم ندم غالبية الناخبين لكن لازال الكثير من الشعب محتفظ بأصبعه البنفسجي ، فلم ينتظر الناخب بعد الحرب الثانية أن يبدأ البناء في البلد ويرتفع دخل الفرد وتزداد ساعات تجهيز الكهرباء ولا كان ينتظر أن يتعين مئات الآلاف من المنتظرين على قارعة طريق الأحزاب ولم يحلم أن يعيش البعض في بيت ملك لأن جميع أحلامهم نسفتها الحرب الثانية بين الكتل ، فقط كان يحلم بالهدوء السياسي وان يتراضى السياسيون حتى ولو تم صرف جميع الأموال من اجل التهدئة لأنه كان حلم جميع العراقيون ان تمر فترة طويلة ولا يسمعوا بانفجار أو تفخيخ او قتل احد أقاربهم ورفع شعار فقط( الأمان الأمان الأمان) وبالرغم من أن طاولة اربيل والتي تبدو(غير كاملة الاستدارة) قد بعثت بعض أصيص الأمل لحل الأزمة العراقية المعقدة! وما رافقتها من اتفاقات فاحت رائحتها الآن بأن معظمها سرية وخطيرة ولكن بسبب عدم التزام أكثر الأطراف فقد ارتفعت درجة حرارة الحرب ووصلت إلى حد العتبة لتندلع الحرب الكلامية الثالثة ، فبعد اجتماع العصرية في بيت رئيسنا سمعنا أن الاجتماع ايجابي (تحليل سكر) وان الأجواء هادئة(الرياح شمالية شرقية) خيرا تباشرنا فقد هب ربيع العراق الجدد ، وما أن مر يومين حتى بدأ اعتراض البعض على أن عصير الجلسة كان من شراب الميزو السعودي نافذ الصلاحية والبعض قال أن مصباح الإنارة أردني يؤثر على العيون وراح البعض ليقول لم اشرب ماء الجلسة كون جهاز تقطير الماء أمريكي الصنع !، واعترض آخرون على أن اللبن إيراني يؤدي إلى النعاس والغريب في أن احدهم رفض الجلوس على الكرسي المخصص له بحجة انه مغصوب ومن ملكية رغد! لينتظر الشعب الأيام القادمة نتائج هذه الحرب ، وفي نهاية القصة غرق عدنان وغرقت صديقته لينا وبقي سيف ساسوكي يفتك بالشعب!! ولنتذكر جميعا ان الحرب العالمية الباردة أدت إلى تفكيك الاتحاد السوفيتي إلى عدة دول في قارتين(آسيوية وأوربية) فكيف إذا كانت حرب كلامية حارة!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صبيح حسين جبر
2011-10-11
رغم كبر سني واهاتي وامراض الرجلين التي احملها سالملم اهات جراحي وساكون حاملا للشعلة الماراثونية لاشعل بها نار بداية ورفع راية السلام على ربوع وطني ولكن في اي مكان من ارضك يا وطني ومن اي بيت سياسي لنا الله ما زال ساسة العراق يركضون ركضة ما راثونية للفوز بكرسي رئاسي او وزاري لهذا اتخذت قراري بان اعود واطفئ شعلتي .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك