المقالات

أموال الموازنة العراقية فريسة الــ( الفســــــــــــــاد )


حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

في ظاهرة خطيرة تمر بالعراق ، تشير أكثر التقارير إلى إن الأموال والموارد العراقية الضخمة هي فريسة للفساد المالي والإداري المستشري في ( جميع ) دوائر ومؤسسات الحكومة العراقية ، وخصوصا المهمة منها . حيث تشير تلك التقارير إلى خطورة الوضع في العراق من ناحية انتشار الفساد ومدى تأثيره على الاقتصاد والبنية التحتية العراقية . إذ لا يمكن أن تكون الموارد المالية في العراق بهذا الحجم ولازال المواطنون يعانون الكثير من المشاكل الخدمية ولازالت الكثير من القطاعات المهمة في البلد معطلة بسبب هذا النوع من الفساد . فقد حذر تقرير بريطاني الحكومة العراقية من استمرار سياستها المالية غير القادرة على وضع العراق في المسار الصحيح للتنمية . وحمّل التقرير، الصادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره العاصمة البريطانية لندن، الحكومة العراقية مسؤولية الفشل في إنجاز المشاريع المقررة وتحويلها إلى واقع ملموس، متهما إياها بالتخلي عن واجباتها في دعم الحكومات المحلية والفشل في جذب الاستثمارات الأجنبية للبلاد . وأشار التقرير إلى أن عقود الكهرباء الوهمية التي تجاوزت قيمتها مليارات الدولارات ما هي إلا جزءً بسيطا من الاستثمارات الوهمية الأخرى التي لم تجد طريقها إلى الواقع، الأمر الذي دعا عددا ً من هيئات الاستثمار في العراق إلى مراجعة عقودها المبرمة مع عدد من الشركات . وأوضح التقرير أن الروتين والفساد المالي تسببا في تبديد أموال الموازنات العراقية منذ العام 2003 وحتى 2011، داعيا ً إلى ضرورة أن يقوم مجلس النواب العراقي بمراجعة هذه المشاريع والاضطلاع على كشوفات موازنة 2011 ونفقاتها قبل أن تقر موازنة عام 2012. واتهم التقرير السياسة المالية للحكومة الحالية في العراق بأنها "تعمل على ترسيخ البطالة في الاقتصاد العراقي وذلك من خلال إطلاقها لتعيينات جديدة تفوق الحاجة الفعلية لها، مما يحمّل الدولة أعباء ً فوق قدراتها المالية". وأضاف أنه "بالرغم من ارتفاع معدلات البطالة التي تصل إلى 39%، إلا أن الحكومة العراقية لم تتخذ أية إجراءات لمنع استيراد العمالة الآسيوية الرخيصة التي تنافس الشباب العراقي في سوق العمل". وبيّن التقرير أن "السياسة المالية للدولة العراقية تسببت في رفع معدلات التضخم بنسبة 5.2% وارتفاع نسبة الفقر لتصل إلى 40%". وأوضح أن "عدم قدرة مشاريع البناء على مواكبة الزيادة الكبيرة في السكان وفرض تعرفه جمركية على السلع المستوردة ساهمت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية منذ تموز 2010 وحتى تموز 2011 بنسبة تصل إلى 40%، و كذلك بالنسبة للمواد الصناعية بنسبة 38% مما زاد من معاناة المواطن العراقي". هذا عزيزي القارئ الكريم جزء قليل مما جاء به التقرير البريطاني . فالتحذيرات التي تصل إلى الحكومة ليست من العراقيين وحدهم بل إن هناك الكثير من المهتمين بالشأن العراقي ممن يحاولون أن يضعوا أمام الحكومة العراقية الخطوات المنطقية لكي تصحح مساراتها لان حكومتنا ( الموقرة ) إذا ما استمرت بهذه السياسات الغير متوازنة فان من الطبيعي جدا إن تكون الموازنة القادمة ( فريسة الفساد ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك