المقالات

ضحايا عرس الدجيل هم الجناة


سعد البصري

من الغريب جدا إن ما أخذته جريمة عرس الدجيل من حجم إعلامي كبير ساهم ربما في توضيح العديد من الصور التي لم يكن يشاهدها الشعب العراقي ينتهي بهذا الشكل الهزيل ، وبهذا التسويف الغير مبرر . فما جرى في جريمة عرس الدجيل لازال عالقا في أذهان الشعب العراقي ، ولازال اغلب الشعب العراقي لا يعرف أين وصلت نتيجة التحقيقات الجنائية في هذه الجريمة ، ولازال أيضا لا يدري أين بات مصير الجناة الذين تم إلقاء القبض عليهم واعترفوا صراحة وفي مكان الجريمة أنهم قاموا بهذا الفعل المشين . فالموضوع أثير في وقت قد يقول المتتبع لمجريات الأمور في العراق انه أثير في سبيل توجيه الأنظار إلى مسألة معينة ، وإبعاد الأنظار عن مسائل أخرى من قبل بعض الأطراف الحكومية المستفيدة من الموضوع برمته ..؟ وألان وبعد انتفاء الحاجة وضعت جريمة عرس الدجيل في خانة الحفظ حالها بذلك حال الآلاف من الجرائم التي مرت بصفقات مشبوهة او بمساومات قذرة على حساب الدم العراقي . وكأن القائل يقول ( إن ضحايا عرس الدجيل هم الجناة لأنهم هم من سبب هذه الضوضاء وابعدوا الأنظار عن الكثير من الحقائق التي ضاعت على الشعب العراقي ) . فاغلب ذوي الضحايا عبروا عن مخاوفهم من عدم إنزال القصاص بحق المجرمين او شمولهم بالعفو ، وحتى هذا العفو له آليات وشروط غير منطبقة على مجرمي الدجيل ، ولكن كما قلنا إذا ما تدخلت الصفقات والمساومات فان الجناة سيصبحون هم الضحايا ..؟ ، فضلا عن إن أحكام إعدام صدرت بحق 15 شخصاَ منهم ولا نعلم متى سيتم المصادقة عليها من قبل رئاسة الجمهورية ورفعها إلى وزارة العدل للبدء بالتنفيذ، كون هذه الأحكام استثنائية صدرت بوقت قياسي نظرا لفداحة الجريمة، كما إن هناك دعوات من قبل وزارة حقوق الإنسان تسعى إلى منح هذه الجريمة بعدا دوليا من خلال الإشارة إليها في المحافل الدولية والمنظمات الإنسانية العالمية فضلا عن مطالبة أمانة بغداد بإعداد نصب عروس الدجيل في احد مداخل العاصمة بغية أن تبقى شاهدا على الجريمة. ومن المعلوم إن منفذي جريمة عرس الدجيل لم تكن هي أول جريمة يقترفوها بحق الأبرياء من العراقيين بل أنهم قاموا بالعديد من الجرائم وساهموا في أيتام الأطفال وترميل النساء كل ذلك لتحقيق أجندات لا تريد للعراق والعراقيين خيرا . ولكن ما يريده الان الشعب العراقي وذوو الضحايا أن يتم تنفيذ الجزاء العادل بحق هؤلاء المجرمين القتلة بعيدا عن المساومات والدهاليز المظلمة لان ما حدث في جريمة الدجيل لا يمكن أن يتخيله عقل إنسان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-10-03
أخي سعد , أرجو أن لا يجرح مقالك الرائع مشاعر السيد حيدر الملا الذي نكر هذه الجريمة البشعة التي قام بها السيد شيخ الفلاحات وفراس الجبوري المحترمين . كم تمنيت لو كنت خريج كلية القانون . لأجعل من المسوخ المجرمين السفلة يقولون في ديوان المحكمة (ليت أمي لم تلدني ) متى نسمع بأن القانون قد قال كلمة الحق في كل مجرم كما فعل بحق أبن صبحة .؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك