المقالات

العفو العام ... لابد من ضوابط تضمن الانصاف وتمنع الظلم


الكاتب :عمار احمد

ناقش اعضاء مجلس النواب العراقي الاسبوع الماضي مشروع قانون العفو العام .. ولم يخرج الاعضاء بصيغة توافقية او تصورات مشتركة لتفعيل هذا المشروع لاقراره وتفعيله بسبب الاختلافات فيما بين الكتل السياسية حول بعض النقاط التي تضمنها مشروع القانون.مبدئيا فأن اصدار عفو عام شيء جيد وايجابي بشكل اجمالي، ولكن هناك عدة مسائل لابد من اخذها بنظر الاعتبار حتى لايصار الى استغلال مثل هذه الخطوة الايجابية لتحقيق اهداف سلبية.يقول بعض اعضاء البرلمان ان قانون العفو العام بصيغته الحالية يحتوي على عدد من الاشكاليات والتعقيدات وفيهه غبن واضح لذوي الضحايا كونه يشمل بعض المدانين باعمال ارهابية وجرائم القتل.ويشير اخرون الى ان بعض مواد مسودة القانون مخالفة للدستور ولايمكن المضي في اقرارها الا بعد ادخال التعديلات المطلوبة عليها.وتنص المادة الاولى من مشروع القانون على (ان يعفى عفوا عاما وشاملا عن العراقيين المدنيين والعسكريين الموجودين داخل العراق وخارجه ، المحكومين بالاعدام او السجن المؤبد او المؤقت، او بالحبس سواء كانت احكامهم حضورية او غيابية اكتسبت الدرجة القطعية او لم تكتسب.ويريد واضعو المسودة ان يشمل كل المتهمين او المدانين بأعمال ارهابية سواء كانت ضد القوات العراقية او القوات الاجنبية او ضد المدنيين وكذلك المسجونين بتهم اخرى مختلفة مثل التزوير والسرقة والزنا والنصب والاحتيال والقتل.والجدل والتراشق الكلامي حول مشروع قانون العفو العام يدور في معظمه حول ماهية الجريمة التي يشمل اصحابها العفو، ويقول الباحث والخبير القانوني طارق حرب ان التصويت على المشروع يعكس اتفاق جميع الكتل السياسية على ضرورة واهمية اصدار قانون جديد للعفو، لكن الاختلاف حول الجرائم التي ستشمل وتلك التي ستستثني لان الجرائم متعددة في العراق ، فأن الارضية اصبحت خصبة امام الاختلاف بين الكتل السياسية حول من سيشمله القانون، وبالنسبة للاستثناءات يقول حرب ان العفو العام يجب ان لايعدد الاستثناءات بل ان يكتفي بذكر الجهات المشمولة بالعفو خلافا للمسودة الحالية ، ويوضح ان ذكر المشمول بدلا من المستثنى من الجرائم سيجعل القانون سهل التطبيق ولايقبل التأويلات ، كما ان وجود عدد هائل من انواع الجريمة في العراق سسيحول ذكر الاستثناءات في القانون الى نص دستوري موسع.وعلينا هنا التذكير والتنبيه الى ان السجون والمعتقلات العراقية تضم اعدادا كبيرة من الناس الابرياء او الذين لم تثبت التحقيقات ارتكابهم اية جرائم او اعمال مخالفة للقانون، مثل هؤلاء ينبغي الاسراع بالنظر في امرهم، واكثر من ذلك تعويضهم عن الفترات التي بقوا فيها رهن الاعتقال ظلما. ومن غير الصحيح ان يخضع مشروع القانون لكثير من التجاذبات والخلافات السياسية بين القوى المختلفة على حساب الابرياء القابعين خلف القضبان. ومن يريد او يسعى الى مساواة المجرمين والقتلة والمذنبين مع الابرياء والضحايا فأنه بذلك يرتكب خطأ فادحا ويؤسس لمنهج خطير سوف تكون له تبعات اجتماعية وسياسية وامنية خطيرة للغاية في المستقبلن وبدلا من الاتجاه نحو الاستقرار واستتباب الامن فأن اخراج المجرمين من السجون سيتيح لهم العودة الى نفس الاساليب والسلوكيات ويكونوا بالتالي ادوات للفوضى والاضطراب وتهديد الناس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-10-01
نصيحة للبرلمان : قبل مناقشة قانون العفو , عليكم أن تطالبوا السلطة القضائية والتنفيذية بالأسراع بأعدام كل القتلة والمجرمين في السجون ثم النظر بباقي المتهمين لكي تروا من يستحق العفو , ثم ستخرجون بنتيجة توافقية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك