المقالات

قانون لحماية المستأجرين


فراس الغضبان الحمداني

فشلت الحكومة في تنفيذ مشاريع استثمارية لبناء مساكن لفقراء الوطن وفشلت أيضا في إصدار قوانين لحمايتهم من جشع أصحاب العقارات الذين لا يعرفون سوى التصعيد بإيجارات المساكن والمحلات مستغلين تخلي الدولة عن حماية المواطن من الجشع والاستغلال .

لقد اصدر النظام السابق قوانين وتعليمات جمدت أسعار الإيجارات لدرجة خرجت عن المألوف وأدت إلى عزوف الناس من تأجير عقاراتهم أو الدخول في عمليات استثمار في مجال الإسكان لان الإيجارات زهيدة وغير مجزية وكان صاحب العقار متضرر في كل الأحوال .

نحن لا نريد مثل هذا القانون وكان المطلوب إن تمارس حكومة العراق الديمقراطية الفدرالية ومن خلال مجالس البلدية وضع نظاما لاحتساب الإيجار وفق ضوابط موضوعية تأخذ بعين الاعتبار الظروف المعيشية التي يعيشها المواطن العراقي في جو من الأزمات الكثيرة والمتعددة و مراعاة واردات دخله وراتبه وحجم المسؤوليات الملقى على عاتقه فيما يخص مصاريف معيشة العائلة وتفرعاتها الملزمة بنفقات المدارس والكليات والملابس والأمور التي تستوجب إدامة العلاقات الاجتماعية وخاصة التواصل في حالات الوفاة والزواج والمرض وما يترتب عليها من مصاريف إضافية تزيد على كاهل العائلة أمور جانبية أخرى .

إذن على الحكومة إن تسرع بتنظيم قانون جديد ينظم عقود متوازنة تضمن حقوق الطرفين ولا تترك الحبل على الغارب لاجتهادات أصحاب العقارات الذين يطالبون بالمزيد وتفسيرات الدلالين الذين يغرفون من الضفتين حتى وصلت الإيجارات إلى أرقام خيالية بدأت بالدنانير ولا نبالغ أنها في المستقبل ستصل بالمليارات أمام هذه الزيادات الغير منصفة والتي ستجعل الكثير من الأسر افتراش الأرض ومستأجري المحلات ترك مهنهم وأعمالهم والخلود في البيت عسى إن يأتيهم منقذ من السماء .

ولعل من المنطق الإشارة إلى إن كل دول العالم تسعى لتوفير السكن اللائق لمواطنيها بل إن حتى مئات الآلاف من العراقيين الذين هاجروا إلى المهاجر البعيدة توفرت لهم وخلال أسابيع قليلة محلات سكن مريحة لا تتوفر لهم في بلدانهم بعد عشرات السنوات .

لابد من الحكومة إن تجعل أصحاب العقارات يخضعون إلى محاسبة دقيقة في دوائر الضرائب ودوائر أخرى تحاسبهم على غلاء إيجاراتهم التي تسهم في تعاسة الأسرة العراقية وتستنزف كل مواردها وتهبط في مستواها ألمعاشي إلى خطوط ما تحت الفقر رغم إن أصحاب العقارات يشيدون عماراتهم بعيد عن أنظار الدوائر البلدية وأمانة بغداد وبدون مواصفات فنية والهدف الأول والأخير هو استغلال المواطن في غياب الدولة والقانون ولعله يحق للملايين من العراقيين التساؤل لماذا فشلت سياسة الإسكان في العراق ولماذا تسكت الحكومة عن جشع تجار العقارات وارتفاع الإيجارات ولماذا أيضا لا يكترث البرلمان كونه وكما يفترض ممثلا لجماهير الشعب إن يصدر قوانين جديدة لحماية المواطنين من المؤجرين الذين أصبحوا يتاجرون بكل شيء وأصبحوا يصنفون على القطط السمان التي تعبث براحة وامن المواطن وتستغل حاجاته للمحال والمساكن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك