المقالات

الفساد الإداري وباء وبلاء


سعد البصري

لا يقتصر الوباء الذي يصيب البلدان والشعوب على الأمراض البدنية فقط ، وإنما هناك نوع أخر من الأوبئة يصيب نفسية الإنسان وضميره بحيث تصبح هذه النفسية وهذا الضمير سجينا أمراض ضعف الإنسان أمام هذه الأوبئة . فتراها تسيطر عليه وبالتالي بات عنصرا مريضا معديا فتاكا خطرا جدا على المجتمع . ومن هذه الأمراض هو مرض الفساد . ولست اقصد هنا الفساد الأخلاقي بمعناه المتداول ، ولكن اقصد الفساد الحكومي ( المالي والإداري ) فان هذا الوباء والعياذ بالله بات مستشريا ومنتشرا بشكل كبير جدا في مفاصل الحكومة العراقية ومؤسساتها ودوائرها الخدمية وغير الخدمية . فقد سرى هذا الوباء في كل شيء من أركان الدولة العراقية ولا توجد هناك بوادر او لقاحات يمكنها أن تقلل من تأثير هذا الوباء ، وراح أكثر المصابين بهذا المرض يبحثون عن طرق جديدة لزيادة حجم منافعهم من خلال توظيف هذا الوباء لمصلحتهم الشخصية . وألان وفي نوع جديد من أنواع هذا ( البلاء ) وحتى يتم الحصول على شهادات عليا بدأ قسم من المسؤولين والبرلمانيين وممن هم مصابون بهذا الوباء بممارسة الضغط تارة او الرشوة أخرى او المساومة تارة ثالثة في سبيل الحصول على مقعد في الدراسات العليا في الجامعات العراقية . فقد اعتبر طلبة متقدمون للدراسات العليا في جامعة بغداد ، أن رسوبهم أمر حتمي بعدما حصل لهم خلال امتحان المفاضلة الذي قاموا بتأديته ، مؤكدين أن كل الأدلة تشير إلى إمكانية التلاعب بدرجاتهم بعد رفض المشرفين على الامتحانات أن يكتب اسم الطالب على الدفتر ألامتحاني، فضلا عن طبيعة الأسئلة التي فوجئوا بها، فيما شددت وزارة التعليم العالي على أن الكليات غير ملزمة بوضع أسئلة محددة المواصفات . وان ذلك معناه التلاعب بالأسماء من خلال رفع هذه الورقة فيما بعد وتحويلها إلى أي دفتر آخر، لاسيما أن عددا من البرلمانيين والمسؤولين في الحكومة كانوا ضمن المتقدمين للامتحانات وحضروا معا لتأديته . إذا فهناك نوع من ( الفبركة ) في الموضوع ..؟ وهذا بعينه هو نوع من أنواع الفساد الإداري الذي نتكلم عنه . والغريب بالأمر انك عندما تسأل احد المسؤولين القائمين على مثل تلك الامتحانات على موضوع يخص طبيعة الإجابة او استفهام واستيضاح لحالة معينة فانه يتذمر ولا يسمح لك بمناقشته ، وبالتالي يعتبر ذلك من الخروقات المهنية وهو بذلك يكون اقرب إلى الممثل الذي يتقمص الأدوار في سبيل إبراز دور معين . على كل حال فملف الفساد المالي والإداري في الحكومة العراقية كبير جدا ومتشعب ولكن ما لا يقبل الشك انه بات وباءً وبلاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك